لاعبو منتخب لا روخا يتذكرون من فقدوهم في عالم كرة القدم خلال السنوات الماضية ويحيون ذكراهم عقب الفوز بيورو 2012.
في لمسة وفاء جديرة بالاحترام من أبطال العالم وأوروبا، هرع لاعبو منتخب إسبانيا لارتداء قمصان تذكارية تحمل أسماء الرياضيين الراحلين عن عالمنا بمجرد إطلاق صافرة نهاية مباراة إيطاليا في نهائي يورو 2012، ليقوموا بإهداء انجاز التتويج إلى أرواح ذويهم من فقداء كرة القدم الإسبانية.
وكشف نجوم لاروخا عن تواضع الأبطال وهم في أوج مجدهم، حيث احتفى سرخيو راموس وسيسك فابريغاس وبيبي رينا وخيسوس نافاس وغيرهم بأرواح كل من ميكي روكي لاعب ريال بيتيس ومدرب سبورتنغ خيخون وفياريال الراحل مانويل بريسيادو الذين وافتهما المنية أثناء اليورو، فضلا عن تكريم أنطونيو بويرتا نجم إشبيلية وداني خاركي قائد إسبانيول الذين توفيا عامي 2007 و2009 على الترتيب.
ولا تعد تلك المرة الأولى التي يكرم فيها الإسبان زملاءهم الراحلين بعد كل انجاز كروي، فسبق أن كان بويرتا حاضرا بروحه وبصورته على قمصان نجوم الماتادور عقب تتويجهم أبطالا للقارة العجوز بيورو 2008.
أما أندريس إنييستا نجم برشلونة فقد أهدى الهدف الأهم في تاريخ بلاده والذي منحها أول لقب لكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 إلى روح داني خاركي، وذلك حين خلع قميصه وسط فرحة جنونية بهدفه في شباك هولندا ليظهر قميص تحتي كتب عليه عبارات رثاء لخاركي ليشاطره العالم تلك اللحظة التاريخية التي مزجت البكاء بالفرح.
ولفظ خاركي أنفاسه الأخيرة في الثامن من آب/أغسطس عام 2009 عن عمر يناهز 26 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية داهمته بينما كان يتحدث إلى أحد أفراد عائلته عبر الهاتف من مدينة كوفيرتشانو بإيطاليا حيث كان فريقه إسبانيول يستعد للموسم الجديد.
وكان خاركي قد اختير قائدا للفريق الكتالوني قبل وفاته بأقل من شهر، كما أنه كان صديقا مقربا لإنييستا من واقع زمالتهما في منتخب إسبانيا للناشئين والتقائهما باستمرار في دربي كتالونيا، وكان يتوقع له الجميع مستقبل باهر بعد أن قاد فريقه للفوز بكأس ملك إسبانيا 2006 والوصول لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي في 2007.
وشكل موت خاركي صدمة لجمهور الكرة الإسباني الذي لم يستفق من صدمة وفاة أنطونيو بويرتا نجم إشبيلية قبلها بعامين، وبالتحديد في نفس الشهر المشؤوم من عام 2007، بعد ثلاثة أيام من سقوطه مغشيا عليه في أرض الملعب في الدقيقة 31 أثناء مباراة خيتافي في افتتاح الليغا اثر إصابته بنوبة قلبية.
وتمكن بويرتا، ابن الـ22 ربيعا، من الخروج على قدميه من الملعب لكنه تعرض لحالة إغماء أخرى داخل غرف الملابس ليلجأ الأطباء لعملية إنعاش للقلب، ومنذ ذلك اليوم بقي بويرتا في وحدة العناية المركزة بالمستشفى، قبل أن تتدهور حالته نتيجة تكرار توقف القلب عن العمل لفترة طويلة.
وخلال البطولة تلقى لاعبو إسبانيا صدمتين متتاليتين كانتا كفيلتين بالنيل من معنوياتهم، لكنهم كانوا أكثر احترافية في التعامل معهما كحافز نفسي للفوز.
ففي السابع من الشهر الجاري وقبل 48 ساعة من مباراة إيطاليا الأولى بدور المجموعات، استقبل لاعبو الماتادور وجهازهم الفني النبأ الحزين بوفاة المدرب مانولو بريسيادو عن عمر يناهز 54 عاما اثر أزمة قلبية أخرى أصيب بها بعد يوم واحد من إعلانه رسميا مديرا فنيا جديدا لفياريال.
لكن الصدمة كانت أكبر يوم الـ24 من الشهر نفسه، وقبل يومين فقط من اللقاء المرتقب مع البرتغال في نصف النهائي، حيث خيم الحزن على معسكر لاروخا في بولندا فور سماع نبأ وفاة لاعب ريال بيتيس ميكي روكي عن عمر يناهز 23 عاما بعد معاناة مع مرض السرطان.
وارتبط ميكي بصداقة مع عدد من لاعبي المنتخب الأحمر ومن بينهم إنييستا وبيكيه وفابريغاس وراموس ورينا وألبيول، وقد عرف فيما بعد أن كارليس بويول كان يتولى نفقات علاجه بمستشفى ببرشلونة.
وانضم روكي إلى صفوف بيتيس عام 2009 ، وقد قادته موهبته للاحتراف في صفوف ليفربول الإنكليزي وشارك معه في مباراة لدوري أبطال أوروبا وهو في سن الـ17، ثم عاد للفريق الأندلسي في صيف 2010 ، لكنه أعلن اعتزاله اللعب في 11 آذار/مارس 2011 لإصابته بورم خبيث بالحوض خضع على أثره لجراحة في أيار/مايو الماضي.