بعد أن تعاقد مع الياباني الدولي شينجي كاجاوا لاعب بروسيا دورتموند الألماني والصاعد الشاب لاعب خط الوسط نادي كرو صاحب الـ18 عاما نيك باول، يتطلع مانشستر يونايتد وصيف الدوري الإنجليزي لكرة القدم الفوز بصفقة نجم ساو باولو البرازيلي الصاعد لوكاس مورا مستفيدا من العائد المادي الذي سيجنيه من طرح أسهمه في سوق المال الأميركية.
ويتطلع يونايتد إلى تعزيز صفوفه، خاصة لتعويض النجوم كبار السن الذين اقتربوا من الاعتزال أو في المراكز التي ثبت الموسم الماضي أنها تعاني كثيرا وتسببت في ضياع اللقب في الجولة الأخيرة.
وكانت إدارة يونايتد أعلنت عن طرح أسهم بقيمة 100 مليون دولار للاكتتاب عليها أمام المستثمرين الأميركان بهدف توفير سيولة أمام المدير الفني للتحرك في سوق الانتقالات ودعم الفريق بلاعبين أصحاب كفاءات. ولم يخف يونايتد عن الراغبين في الاكتتاب أن العائد من هذه الأسهم سيكون موجها إلى شراء اللاعبين، لذا وضع تحذيرا يقول: «إن الاستثمار في أسهمنا العادية من الشريحة الأولى ينطوي على قدر عال من المخاطرة». بل وتذهب نشرة الاكتتاب في جزء لاحق منها إلى القول: «هذه التحديات والمخاطر تتضمن، ضمن عدة أشياء، المنافسة على اللاعبين الكبار وغيرهم من الأفراد، وزيادة التكاليف التشغيلية مثل رواتب اللاعبين وتكاليف الانتقالات، وقدرتنا على إدارة نمونا بكفاءة».
وتضيف نشرة الاكتتاب: «على سبيل المثال، بعد خصم الأرباح من التصرف في عمليات قيد اللاعبين، حققنا خسارة من استمرار العمليات التشغيلية خلال عامين من الأعوام المالية الـ3 السابقة.. ورغم أننا نشهد أرباحا ونموا في الوقت الحالي، فقد لا يكون هناك أي ضمان لاستمرارنا في تحقيق الأرباح أو نمو ربحيتنا بالمعدل نفسه في المستقبل أو في أي وقت على الإطلاق».
ويعلم مشجعو كرة القدم أنه لا توجد ضمانة للنجاح في أي موسم، لكن حصتهم في الأساس هي حصة عاطفية، أما المضاربون العمليون الذين يريدون تأمين دخلهم واستثماراتهم، فإن هذه التحذيرات سوف تعيد إلى أذهانهم عبارة السير أليكس فيرغسون الشهيرة: «كرة القدم؟ إنها جحيم دموي».
وما يطلب مانشستر يونايتد من المستثمرين أن يفعلوه اليوم، في وقت يشهد غموضا محموما في جميع الأسواق، هو أن يقحموا أموالهم في صناعة - بما تنطوي عليه من اعتماد على الإنفاق الاستهلاكي وتهديد إضافي بالخروج من دوري الأبطال أو الدوري الإنجليزي - تخاطر بأن تصبح أكثر تقلبا من أي سوق أخرى.
وهناك دلائل على أن مستشاري النادي واثقون بشدة من حدوث إقبال إيجابي من الأسواق، وقد تم الاتفاق مع مجموعة من المصارف على أن تقوم بدور متعهد تغطية الاكتتاب في الطرح الذي تصل قيمته إلى 100 مليون دولار، وهو ما يعني أنه إذا لم يبد المستثمرون اهتماما كافيا بشراء جميع الأسهم المطروحة، فسوف تكون هذه البنوك ملزمة بشراء جميع الأسهم التي لم تبع.
وعلى ذلك، فإن بيع الأسهم - من خلال بورصة نيويورك التي فضلها أصحاب النادي الأميركيون على الاختيار الطبيعي وهو بورصة لندن – سوف يوفر فعليا لنادي مانشستر يونايتد تمويلا جديدا قيمته 100 مليون دولار، وهذا المبلغ سيستغل في خفض ديون النادي.
وأمام الديون التي تبلغ 423.28 مليون جنيه إسترليني (662.8 مليون دولار)، والتي ترتبط في معظمها بعملية استحواذ عائلة آل غليزر على النادي في عام 2005، فإن المبلغ الذي يسعى مانشستر يونايتد إلى جمعه يبدو ضئيلا. ولعل هذا يعكس كيف جبنت المصارف في المرة الأخيرة التي تم فيها التطرق إلى فكرة إصدار أسهم، حيث تم سحب مقترح بطرح أسهم جديدة قيمتها مليار دولار في سنغافورة وسط «اضطراب كبير في الأسواق».
وبدلا من الأموال السائلة، سوف يتخلى آل غليزر عن نسبة من حصتهم، لكنهم لن يفقدوا السيطرة على النادي. ففي ظل هيكل الأسهم الحالي، فإن الأسهم من الشريحة الثانية التي سيمتلكها آل غليزر سوف تتمتع بحقوق تصويت أكبر 10 مرات من الأسهم من الشريحة الأولى التي ستباع في السوق، ولن تقل نسبتها بأي حال من الأحوال في اجتماعات الجمعية العمومية عن 67 في المائة.
وفي الواقع، رغم أن مانشستر يونايتد سوف يصبح شركة أشد افتقارا، حيث سيسدد ما يصل إلى 15 في المائة من الديون المستحقة عليه، فإن هيكل الملكية الجديد لن يحدث فارقا جذريا في أي شيء داخل النادي، باستثناء قدرته على سداد ديونه.
ويدفع مانشستر يونايتد حاليا صافي فوائد يبلغ نحو 46.5 مليون جنيه إسترليني سنويا، وتشير الحسابات التقريبية إلى أن الإصدار الجديد من الأسهم سوف يقلل من هذه الفاتورة بمقدار يصل إلى 7 ملايين جنيه إسترليني سنويا في المستقبل، وإن كان من الممكن أن لا يصل المبلغ حتى إلى هذا الرقم.
وقد نفذ مانشستر يونايتد بالفعل ما سماه برنامج «خفض مكثف للتمويل الخارجي»، وقد نجح هذا البرنامج، خلال الفترة ما بين يوليو (تموز) 2010 والشهر المماثل من عام 2011، في خفض ديون النادي بما يقرب من 225 مليون جنيه إسترليني. وسوف يؤدي توفير مزيد من الأموال من أجل سداد الديون إلى تقليل حجم الفوائد التي يتعين دفعها في المستقبل كذلك، مما يحقق ميزة مركبة سوف تبدو مألوفة بالنسبة لأي شخص دفع مبلغا أكبر من قيمة الرهن العقاري الذي حصل عليه.
ولكن مثلما أنه من غير المحتمل أن يعزز ذلك من قوة مانشستر يونايتد في سوق الانتقالات، فمن الصعب معرفة الفائدة التي ستعود على المستثمرين على المدى القريب. وكما أشار النادي، فإن الديون التي يتحملها بالفعل تضع على عاتقه التزامات معينة: «إن المستند الذي يحكم ديننا الرئيسي المغطى بضمانات وكذلك التسهيل الائتماني الدوار الذي حصلنا عليه يحدان من قدرتنا، ضمن جملة أمور، على توزيع أرباح الأسهم أو القيام بالتوزيعات الأخرى أو إعادة شراء أو استهلاك أسهمنا». وإذا كان أحد لديه أي شك في معنى هذا الكلام، فإن نشرة اكتتاب مانشستر يونايتد تزيل هذا الشك تماما في موضع لاحق: «نحن لا ننوي حاليا توزيع الأرباح النقدية لأسهمنا العادية من الشريحة الأولى في المستقبل المنظور».
وهناك كثير من الأمور غير الواضحة في نشرة الاكتتاب حول وجود 659 مليون «مشجع» لنادي مانشستر يونايتد، وهو رقم تقديري تم التوصل إليه من خلال استطلاع رأي أجري عبر الإنترنت وشارك فيه 53287 شخصا بتمويل من النادي. كما تم إبراز شعبية النادي على موقع «فيس بوك»، من خلال مقارنة «اتصالاتهم» البالغة 26 مليونا باتصالات فريق نيويورك يانكس للبيسبول البالغة 5.8 مليون.
ولا يوجد بالتأكيد أي خلاف على عبارتهم الاستهلالية: «نحن من أكثر الفرق الرياضية شعبية ونجاحا في العالم، ونمارس واحدة من أكثر الرياضات مشاهدة وشعبية في العالم». وينبغي تحية نادي مانشستر يونايتد لأنه يستغل تلك السمعة في محاولة لتقليل أكبر المخاطر التجارية التي تواجهه — وهو الدين الذي يقيد قدرته على العمل كشركة طبيعية توزع أرباح الأسهم. ولكن بعد أن أخبرهم كثيرون بمدى طول أمد هذا الدين، فقد ينبغي أن يراعي المشجعون أيضا الأسباب التي دفعت آل غليزر إلى فعل ذلك الآن.
وذكرت مصادر برازيليه أن مانشستر يونايتد قدم عرضا بقيمة 33 مليون يورو لضم مورا.
ويعتبر لاعب الوسط المهاجم - الجناح مورا (19 عاما)، من أبرز الوجوه الصاعدة في البرازيل وارتبط اسمه أيضا بنادي إنتر ميلان الإيطالي.
وبعد أن استبعد المدير الرياضي في ساو باولو، جواو باولو دي جيزوس لوبيس، انتقال اللاعب بقيمة 25 مليون يورو إلى إيطاليا، يبدو أن الشياطين الحمر في مركز متقدم لخطف بطاقة اللاعب. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي مانشستر ينتظرون الرد من ساو باولو، علما بأن اللاعب سيصل إنجلترا الأسبوع المقبل للمشاركة مع منتخب البرازيل في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، حيث سيلعب إلى جانب ظهير يونايتد رافائيل.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|