صعد مؤخراً نجم قوتين كرويتين في إنجلترا قبيل انطلاق النسخة المقبلة من الدوري الممتاز نهاية الأسبوع الحالي.

شهد الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الماضي 2011/2012 منافسة شرسة غير مسبوقة بين عملاقي مدينة مانشستر كانت الغلبة بنهايتها للقسم الأزرق من المدينة بعد تسجيل هدف الفوز في الأنفاس الأخيرة من لقاء الحسم، إلا أن هيمنة هذين الناديين على مجريات البطولة الكروية المحلية الأهم في أوروبا والعالم ستخضع لتحديات جمة من قبل ثلاثة من أبرز المنافسين الذين يتخذون من العاصمة لندن مقراً لهم.

لهذه الغاية، أنفقت أندية آرسنال وتشيلسي وتوتنهام مبالغ مالية لا يُستهان بها في الفترة التي سبقت انطلاق المنافسات لتعزيز تشكيلاتها الأساسية، وكذلك صفوف الإحتياط. أما سيتي واليونايتد، فسيدخلان السباق دون اللجوء للعادة التي درجا عليها مؤخراً بضخ دماء جديدة، مقارنة بوصول نجوم من أمثال سانتي كازورلا وإيدين هازارد ويان فيرتونجن لعاصمة الضباب.

وبالنظر إلى أن ليفربول يسعى لاستعادة أمجاده مع مدربه الجديد، يبدو أن كوكبة من فرق منتصف الترتيب عادة ترغب كثيراً بأن تتقدم هذا الموسم وتضمن التأهل للبطولات القارية، هذا إلى جانب مجموعة من الأندية الصاعدة التي تملك خبرة سابقة في الدوري الإنجليزي الأهم، من المؤكد أن موسم 2012/2013 سيكون حافلاً بالإثارة والتشويق. وينقل موقع FIFA.com إليكم نظرة عامة عمّا يمكن أن تنتظروه في الدوري الإنجليزي الممتاز.

أبرز المتنافسين
بعد أن وضع النادي حداً لانتظار دام 44 سنة ليصبح بطلاً لإنجلترا قبل ثلاثة أشهر، يبدو مانشستر سيتي عاقد العزم على الحفاظ على اللقب. ورغم ذلك وعلى غير العادة، بدا روبرتو مانشيني هادئاً جداً في سوق الإنتقالات، حيث لم يضمّ إلى صفوف فريقه سوى لاعب خط الوسط الواعد جاك رودويل، لكن كتيبة المدرب الإيطالي حافلة بالنجوم أصلاً.

وكان قائد الفريق المتألق فانسان كومباني قد مدد عقده مؤخراً لفترة مطولة، وتم الترحيب بعودة كارلوس تيفيز بعد المشاحنات المستمرة مع مانشيني طوال الموسم الماضي. وكان هذا القناص الأرجنتيني من بين مسجلي الأهداف يوم الأحد عندما نال فريقه لقب كأس الدرع الخيري متغلباً على تشيلسي.

ولا يمكن أن ننسى أن مانشستر يونايتد حُرم من نيل لقبه العشرين في موسم 2011/2012 بفارق الأهداف فقط. حيث خسر على يد قطب المدينة الآخر في المباراة الأخيرة من الدوري وفشل في إضافة كأس جديد للخزانة العامرة لمدربه السير أليكس فيرجسون، مع الإشارة إلى أن المدرب الأسكتلندي لم ينفق الكثير من الأموال أيضاً على ضمّ المزيد من اللاعبين. ولكن قد يتغير هذا الأمر مع وصول روبن فان بيرسي من آرسنال مقابل مبلغ مالي كبير.

أما القناص الياباني شينجي كاجاوا فقد انضمّ إلى صفوف الشياطين الحمر بعد أن لعب دوراً محورياً في محافظة بوروسيا دورتموند على لقب الدوري الألماني، إلا أن فيرجسون سيستمر بالإعتماد مجدداً على المخضرم واين روني ورايان جيجز والنجم الصاعد داني ويلبيك. ويعوّل اليونايتد كثيراً على المدافع العائد بعد غياب طويل من الإصابة نيمانيا فيديتش.

وطرأت تغييرات كبيرة على تشيلسي. حيث تم تعيين روبيرتو دي ماتيو مدرباً دائماً للفريق عقب تألق النادي معه في كأس الإتحاد الإنجليزي ومن ثم النصر بشكل مشرف في نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA مع بايرن ميونيخ في مايو/أيار الماضي، وهو ما وضع حداً لبحث المالك رومان أبراموفيتش عن اللقب القاري منذ زمن طويل.

لكن البلوز ظهر العام الماضي بأداء متواضع عندما احتلّ المركز السادس، وهو ما دفع القائمين على ستامفورد بريدج إلى ضمّ اسمين كبيرين. حيث اختار صانع الألعاب البلجيكي المخضرم إيدين هازارد نادي تشيلسي كوجهة مفضلة له بين نوادي النخبة الأوروبية، وسيلعب إلى جانبه النجم البرازيلي أوسكار الذي أتمّ إجراءات انتقاله من إنترناسيونال خلال ظهوره مع منتخب بلاده الأوليمبي في لندن 2012.

أرسنال أيضاً عززّ صفوفه ببعض الدماء الجديدة، رغم أن الخبر المهيمن بخصوص النادي يتمثل بالشكوك المتعلقة بمستقبل روبن فان بيرسي في الفريق. حيث أعرب العملاق الهولندي في مطلع يوليو/تموز عن نيته عدم توقيع عقد جديد مع النادي نتيجة ما وصفه بخلافات على الطريقة التي يجب أن يمضي فيها آرسنال.

وقد ضَمِن آرسين فينجر خدمات الألماني الدولي لوكاس بودولسكي والقناص الفرنسي أوليفيير جيرود قبل أن تصدر تلك التصريحات عن فان بيرسي، ثم متّن تشكيلته عندما ضمّ كازورلا من ملقة قي وقت سابق من الشهر الحالي. وبهذا يكون المدفعجية على أتم الإستعداد للموسم الجديد، ولكن قد يتأثر سعيهم نحو اللقب باحتمال انتقال روبن فان بيرسي.

أما توتنهام هوتسبر فقد أثبت في السنوات الأخيرة علوّ كعبه وقدرته على المزاحمة ليس فقط للتأهل لدوري أبطال أوروبا UEFA، بل أيضاً محاولة اقتناص لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان هاري ريدناب قد قاد فريقه نحو فرصة واقعية لبلوغ منصة التتويج العام الماضي، إلا أن تراجع الأداء في آخر المشوار جعل النادي يتراجع للمركز الرابع وكلّف المدرب وظيفته.

ورغم المصاعب التي واجهها خلال مسيرته القصيرة مع تشيلسي، تم اختيار أندريه فيلاس بواس بديلاً لريدناب. وقد أشرف البرتغالي على إجراءات ضمّ لاعب خط الوسط الموهوب جيلفي سيجوردسون وكابتن أياكس السابق وأفضل لاعب هولندي عام 2011/2012 يان فيرتونجن. وتجري الآن مفاوضات لتوقيع عقد دائم مع إيمانويل أديبايور الذي حصد 17 هدفاً خلال فترة إعارته الموسم الماضي.

أصحاب الحظوظ الأقل
اسم جديد يدير دفة كتيبة آنفيلد للموسم الثالث على التوالي وشخصية هذا العام هي بريندون رودجرز الذي أوكلت إليه مهمة قيادة ليفربول إلى برّ الأمان. ويعود الفضل في اختياره من قبل مالكي النادي إلى تألقه مع سوانسي سيتي في ويلز. ويواجه ابن أيرلندا الشمالية مهمة صعبة تتمثل بإعادة الفريق إلى منافسات دوري أبطال أوروبا. وبدلاً من النجوم الذين غادروا النادي مثل كريج بيلامي وديرك كويت وماكسي رودريجيز، استقطب النادي كلاً من جو ألن وفابيو بوريني.

من جانبه، يحاول إيفرتون استغلال كل جنيه من ميزانيته المتواضعة بإشراف ديفيد مويس، إلا أن الأسكتلندي قد لا ينجح كما هو منتظر. حيث التحق رودويل بركب المغادرين الذين يتقدمهم تيم كاهيل. لكن وقع الخيار على ستيفن نايسميث للانضمام إلى الفريق دون مقابل، بينما يعود معشوق الجماهير ستيفن بينار لصفوف النادي عقب فترة موجزة أمضاها مع توتنهام هوتسبر. الجدير بالإنتباه هو أن إيفرتون نجح بالإحتفاظ بكلٍّ من ليتون باينز والهدّاف نيكيتشا جيلافيتش.

وبالنسبة إلى نيوكاسل يونايتد، فيبدو واثق الخطى مع الإستفادة من خدمات لاعبين مخضرمين، حيث يُتوقع أن يشكل الثنائي بابيس سيسي و ديمبا با قوة ضاربة في الهجوم. وقد فاجأ المدرب آلان بارديو وفريقه كافة المتابعين بصعودهم للمركز الخامس خلال الموسم الماضي، وبوجود المتألقين يوهان كاباي وتشيك تيوتي وسط الميدان، سيكون بوسع النادي مجاراة أقوى الخصوم.

النوادي الصاعدة
انضم إلى الدوري الإنجليزي في موسم 2012/2013 أندية ريدينج وساوثهامبتون وويستهام يونايتد بعد ارتقائهم سلم الدوريات المحلية. وتسعى هذه الفرق لتكرار تجربة ثلاثي العام الماضي ـ نورويتش سيتي وكوينز بارك رينجرز وسوانسي ـ الذين تجنب جميعهم الهبوط.

شارك برأيك
من تعتقد أنه سيفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم؟