حسناً، لا أؤمن كثيراً بمفاهيم "اللحظة الأجمل في مسيرتي"، ولكن ذلك الوقت (الفوز بكأس العالم) قريب جداً من أن يكون كذلك. عشت بالفعل رضاً كبيراً تجاه نفسي. ارتداء القميص الأزرق هو جمال إضافة إلى المعنى الرمزي، فأنت تمثل بلدك لا مشجعيك فحسب، هو بحد ذاته أمر جميل، جميل أن تشعر نفسك محاطاً بهذا اللون، حتى وإن كنت تلعب في روسيا بدرجة -15.
ما يعكر الجمال أحياناً هي العادات، ومن الجلي أني لا أتحدث فقط عن الكرة. لا يمكن أن تعيش مباراة في المنتخب على أنها طقس، ولكننا بشر، تؤثر فينا الأفكار المختلفة وتشغلنا. ولكن ذلك القميص يبقى أكثر ما يمكن لأي رياضي أن يجنيه.
الجمال إنجاز، أو ربما اكتشاف مستمر. عندما عدت أمشي دون العكازين، بعد الحادثة في الركبة، أيقنت أن التجول أمر خلاب.
ولكن قبل ذلك، عندما كنت بخير، كنت أقول ذلك وكأنه أمر مسلّم. بين الحين والآخر لا بد من أن نتوقف لنأخذ بعين الاعتبار كل هذا، نكتشف أن الجمال في كل مكان، حتى في أتفه اللحظات. اليوم أنظر إلى الأسقف والنوافذ وأفكر قائلاً بأن لا مشهد أجمل من هذا. جمال الطبيعة يحركني، أعتقد أنه الإحساس الأكمل في الكون، الحيوانات، المناظر الطبيعية، أفريقيا خاصةً.
هناك يحدث لي أن أجد نفسي في فندقٍ على قمة تل، يُتناول الفطور قبالة بحيرة مليئة بأفراس النهر، الزراف في الخلفية والفيلة، وتتخيل أن أسدًا سيخرج من مكان ما.
ذات صباح جاءت إلينا مجموعة من القردة الوردية اللون، وصارت تأخذ بقايا الطعام عن الطاولة، كان من الواضح أنهم حيوانات محلية. كانت بأي حال مشاعر عظيمة، إذا ظهر على التلفاز برنامج وثائقي عن الحيوانات أتوقف ولا أغير المحطة. يتواجد أيضاً جمال الأشياء، الأشياء التي يحققها الإنسان.
أحيانًا قد تكلفك هذه الأشياء ثمنًا باهظًا لأنها خاصة، إن لم تكن فذّة. سيكون من النفاق لو قلت أنني لا أشعر بالإغراء تجاه هذه الأمور. فسيارة فيراري هي جميلة بحد ذاتها، عليها خطوط ناعمة الملمس إضافة إلى كونها مستحضراً حصرياً، باختصار كيف يمكننا مقاومتها؟ .
لا داعي لأن نصبح عبيد لكن لا داعي أيضا لأن نشوه سمعتنا. ثم إنه من الواضح أن جمال الكائن البشري يساوي أكثر، وليست بالمرة محض حقيقة جمالية: كما في الرياضة، الجمال هو نتاج اجتماع صفات مختلفة في أفضل حالاتها. شخص جميل من المؤكد أنه بنى نفسه مع مرور الوقت، وترجم ما قام به من عمل إلى صمت. جمال الرجل ليس في محض شكله، هو في خصائصه، في أحاسيسه. الإحتفال بعد هدف ما أمر في غاية الجمال، لأنه يحرر أعمق الغرائز، شيء ما يبقيك على اتصال بالطفولة.
في مرحلة معينة من مسيرتي، قبل ما يقارب العشر سنوات، خطرت لي بشكل عفوي إحتفالية اللسان بعد تسجيلي للهدف: ليست تكشيرة، هي أشبه بطرافة، هي تكشيرة طفل فرح. إخراج اللسان يعني:"لقد فعلتها، أنا موجود!".
أعتقد أن الرياضة مكان قيم وضخم مليء بالجمال، وأحب كل ما فيه. أتحمس لكرة السلة، شاهدت أفضل لاعبي التنس في العالم، تعرفت أيضاً على فيدرير ونادال. أتابع الركبي، وفي الكريكت بالمقابل، لا زلت في الخلف...الجولف جميل جداً، قبل كل شيء بسبب أناقة التحركات. أحب الكرة الطائرة، ولقد نشأت رفقة مغامرات الأدزوري وفيالسكو، لا زلت أراها في عيوني.
الرياض جميلة أيضًا بطقوسها. حدث لي أن تابعت نهائيات الـ إن.بي.إي لصديقي كوبي (بريانت)، ذهبت إلى القاعات الأمريكي، وقفت في الخط، شعرت نفسي بأني كأي مشاهد، رغم أن في بعض الأوقات كان شخص إيطالي أو مكسيكي يتذكرون من أكون.
كل شيء في تلك الفترة كان بمثابة جمال، أن تشتري المقعد، أن ترى القاعة المضاءة تمتلئ.، أن تذهب لشراء بعض النقانق، أخذ لفة في المتجر لشراء بعض القمصان. كل هذا سيأخذ مكان في الذكريات، رفقة المباراة والنتيجة، رفقة ما هو الجمال التقني والحسي للعبة. لهذا الناس تحب الرياضة، كل أنواعها، في داخلها الشغف. هذا حب يولد من تجربة تم عيشها، هو مزيج مشاعر قوية. أنا حظيت بفرصة أن أعيشها بدور بطل الرواية، ليس فقط بدور المشاهد. يوما ما، قال لي مشجع: "آلي، رؤيتك تلعب أمر جميل، ومن يعرف كم سيكون الأمر جميلاً أن أكون مكانك!" لم أجبه، ولكنني ضحكت من شدة الفرحة.