كثيراً ما تمر علينا أو حتى تستوقفنا تصريحات بعينها ، تصريحات للاعبي كرة قدم أو مدربين ومدراء بها كلماتٍ تحمل معانٍ كبيرة أو غريبة أو مدهشة أو غير منطقية أو بها مداهنة قد تستفز البعض.
كل هذا موجود بعالم كرة القدم الذي يعج بهذا الكلمات التي سنقتطف بعضها لنعرضه ، ونلقي الضوء وربما ستكون هناك بعض إشارات النقد.
ريشة إيطاليا البيضاء فابريتزيو رافانيلِّي ، الرحالة الإيطالي الذي لعب ليوفنتوس ولاتسيو وبيروجيا محلياً وميدلسبروه ومارسيليا وديربي كانوتي وكوفنتري خارجياً ، كانت له أيادٍ بيضاء تماماً كشعر رأسه في إحدى المواقف التي لا تُنسى بالنسبة لجماهير مارسيليا السواحلية.
فبخلال فترة إحترافه بمارسيليا بين عامي 97-99 وبآخر عام 1998 تحديداً أصدرت الحكومة الفرنسية ضريبة جديدة ومجحفة ضد العاملين بنطاق المسطحات المائية والبحار ، ضريبة أثارت سكان الجنوب ولاسيما مارسيليا بالذات خاصة وأن معظمهم من البحارة والذين يسترزقون بشكل يومي من أعمالهم البسيطة بالبحر المتوسط ، لتأتي ردود فعل مختلفة لكن الأغرب كان من المهاجم الإيطالي الأومباري الإيطالي صاحب إحتفالية شهيرة بخلع القميص وتغطية وجهه به !
إل بينّا بيانكا "الريشة البيضاء" فاجىء الجميع آنذاك بكلمات كتبها على قميصه الداخلي تضامن بها مع جماهيره من البحارة البسطاء وضد القرار الحكومي ، تضامن كلفه الإيقاف لخمس مباريات وجعل الفيفا يُقر بعد ذلك بمنع أي كتابات سياسية أو دينية على أي قمصان داخلية يرتديها اللاعب ، موقف جعل المهاجم الإيطالي معشوقاً للجماهير الفرنسية ، بالرغم من أنه لم يسجل إلا 27 هدفاً هناك بمارسيليا !
بالثالث عشر من يونيو حزيران لعام 1998 وبكأس العالم 1998 بفرنسا تحديداً كانت هناك حادثة مثيرة للجدل آنذاك بمباراة هولندا وبلجيكا بعدما إعتدى المهاجم الهولندي باتريك كلويفرت بالضرب على المدافع البلجيكي لورينزو ساتيلينز بدون كرة بالدقيقة 82 ، الأقاويل يومها أشارت لأن البلجيكي نعت المدافع البلجيكي المهاجم الهولندي بكلمات "أيها المغتصب .. أنتَ قاتل مخمور" مُذكراً إياه بحوادث قديمة عندما كان كلويفرت بأياكس ، يومها إستشاط الهولندي غضباً وفعل ما فعله ليُقابله الحكم الأصلع بييرلويجي كولينا بالورقة الحمراء.
كلويفرت وبعيداً عن مسيرته المضيئة كلاعب كرة قدم موهوب ، كان قريباً من السجن بمرتان بتهمتي القتل الخطأ بل والأغتصاب أيضاً !
حادثة القتل كانت بصيف 1996 بسبب قيادته سيارته مخموراً وتسببه في مقتل السيد مارتن بوتمان والذي كان يعمل مديراً لإحدى المسارح بهولندا وحُكم على كلويفرت بخدمة المجتمع لـ 240 ساعة ، والقضية الثانية كانت بفبراير شباط من نفس العام وإتهامات وجهت له وثلاث من أصدقائه بإغتصاب فتاة وكان قتلها يلعب كلويفرت بأياكس الهولندي ، لكن القضية الثانية أُسقطت لعدم كفاية الأدلة.
بعد أقسى وأصعب مذبحة حدثت في ملعب بتاريخ كرة القدم ، مذبحة الأول من فبراير شباط الماضي ومباراة المصري البورسعيدي الشهيرة والتي راح ضحيتها 76 من شباب وجماهير الأولتراس ، بعد هذه المذبحة بثلاث أيام لعب فريق ماينز ضد المضيف شالكة بالجلسنكرشن في مباراة الاسبوع الـ20 للفريقين وأولى مباريات زيدان مع ماينز بعد أربعة أيام بالضبط من رحيله عن بروسيا دورتموند في آخر أيام فترة الانتقالات الشتوية بيناير كانون الثاني.
زيدان في هذا اليوم وبعد لمسة أو إثنتين إستغل تمريرة قطرية ممتازة من زميله السلوفاكي رودوسلاف زابافنيك ليسجل من لمسة واحدة بمرمى شالكة والحارس الألماني لارس أونريشتال ، يومها جاب زيدان الملعب فرحاً لأنه أول أهدافه منذ مدة طويلة للغاية وتحديداً منذ الثالث عشر من مارس أذار بعام 2010 عندما سجل زيدان الهدف الثاني بمرمى بوخوم في مباراة إنتهت برباعية للشوارزجلبن دورتموند ، فرحة زيدان ، بعد صيام دام لعامين تقريباً ، بالهدف في رويالز شالكة لاقت ردود فعل مستنكرة هنا وهناك بألمانيا لاسيما وأن المباراة بعد ثلاث أيام فقط من مذبحة بورسعيد ، مسقط رأس زيدان نفسه !
معجبو زيدان تعللوا يومها أنه ربما يكون قد نسى كل شيء لحظة إحرازه الهدف ، زيدان نفسه تعلل بأن الحزن كان كبيراً في قلبه وهي الكلمات التي لم يستشفها أحد من إبتساماته الكبيرة المرسومة على وجهه ، لا يهم سيد زيدان ، حزنك ربما يكون في القلب أو ربما نسيت.
شهراً لاحقاً بعد حادقة شالكة وبالثالث من مارس أذار الماضي ، سجل زيزو هدفاً تعادل جميلاً أيضاً في مرمى فريقه السابق بروسيا دورتموند ، هدف وجدنا بعده وجهاً متجهماً من زيدان الذي خرج بعد المباراة ليؤكد أن إحتفاله الذي لم يظهر كان سببه إحترامه لجماهير فريقه السابق !