لا يعتزم نادي ميلان الإيطالي بيع لاعبيه السوبر فرادى، وهكذا يتواصل رفض عرض باريس سان جيرمان من أجل تياغو سيلفا ما دام لم يصل عرض مغر مماثل من أجل زلاتان إبراهيموفيتش. لن يقر أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، بذلك أبدا، لكن استراتيجيته واضحة بعض الشيء. لا يرى نادي الميلان أنصاف حلول، فإما أن يستغنى عن أفضل لاعبين لديه معا وإما يفضل الإبقاء عليهما، وهذا ما يفسر توتر هذه الشهور وما يترتب عليه من إجراءات. بالتأكيد التجديد لتياغو سيلفا حتى عام 2017 ورفع الراتب إلى 6 ملايين يورو قد دحض التسريبات حول وجود اتصالات مع نادي باريس سان جيرمان. لكن الآن تفتح تصريحات أدريانو غالياني هذه الجبهة من جديد ضمنيا، بإعادة طرح موضوع الاستغناء عن لاعبين كبار مجددا.
التقديرات: إن الـ42 مليون يورو بخلاف المكافآت التي تم عرضها مقابل الظفر بخدمات المدافع البرازيلي تثير اللعاب، لكن الرئيس برلسكوني اختار رفض العرض لأنه اعتبر أن الأضرار الفنية والتسويقية ستفوق العائد المادي، ويرى مالكو النادي أن فرضية الرحيل المزدوج لنجمين كبيرين الأكثر تطرفا هي الأفضل؛ فراتب 12 مليون يورو الذي يتقاضاه إبراهيموفيتش يؤثر أكثر بكثير على الميزانية، وبالتخلي عن اللاعب السويدي سيتم طي الصفحة بصورة أكثر حسما، مع تجديد الفريق جذريا.
جبهات مختلفة: كان أول تفاوض مع نادي مانشستر سيتي من أجل زلاتان تحديدا، لكن ما زال هناك 52 يوما على نهاية سوق الانتقالات وتصريحات غالياني في تجمع الفريق تؤكد أن الميلان مستعد لأي موقف، كما أن نادي باريس سان جيرمان نفسه لم يتحرك بعد لإيجاد مدافعين آخرين أو مهاجمين من الطراز الأول. ولو ربطنا مؤشر استمرار الاتصالات بين غالياني وليوناردو، مسؤولي الانتقالات في الناديين، فسنصل إلى نتيجة هي أن الجبهة مفتوحة دائما، أيضا أمام رحيل مزدوج مدو. ولو قمنا ببعض الحسابات البسيطة، فسنجد أن الميلان يعتزم إدرار 70 مليون يورو تقريبا، مما يعطي حياة لديربي محتمل بين شيوخ الناديين الفرنسي والإنجليزي، ولا مشكلة لدى باريس سان جيرمان المملوك للشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولا لدى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي؛ بل إن لدى سيتي ميزة لقب الدوري الإنجليزي وضمان مسار مؤكد وطموح في دور الأبطال.
المفضلون: لكن إذا ما انفرج شيء بخصوص الراحلين عن الفريق، فمن سيحاول الميلان أن يضمه إلى صفوف الفريق؟ من أجل الهجوم، لننتبه بالتأكيد إلى المسار الإنجليزي، حيث يحظى فان بيرسي بالإعجاب، الذي هو أيضا محل اهتمام مانشستر سيتي، ولذا يصر الميلان من أجل الأرجنتيني تيفيز، لكن لا يغيب عن الاهتمام إيدن دزيكو أيضا، وهو هدف للميلان قبل أن يذهب إلى فولفسبورغ حتى، على أي حال الأعمال جارية على قدم وساق. ومن أجل الدفاع، لننتبه إلى أستوري مدافع كالياري الذي رفض للتو عرضا من سبارتاك موسكو الروسي وحرك أولى الخطوات تجاه الميلان.
انتظار الجماهير: في تصور مشجعي الميلان، فإن تجمع فريق الميلان من المفترض أن يكون اليوم الذي يهبط فيه سلفيو برلسكوني، مالك النادي ورئيسه الشرفي، من السماء على ميلانيللو، حيث معسكر الفريق الدائم، ويعلن عن صفقة ضم نجم كبير. نجم مثل الكلمة التي تضمنتها هتافات «الألتراس» الموجهة إلى غالياني، نجم بمعنى لاعب سوبر، الذي لن يصل هذا العام إلى صفوف الميلان إلا في حالة استغناء عن أسماء كبيرة في صفوف الفريق حاليا. وهكذا لم تهبط أي مروحية في ميلانيللو أول من أمس، فالرئيس برلسكوني لم يحضر، ربما لأنه بالنسبة لرجل مثله، اعتاد محاولة إسعاد الجماهير دائما، فإن التصريح بالكلمات التي قالها غالياني كان ليكتسب طعما مريرا. واختار الرجل الثاني في نادي الميلان اليوم صاحب الاهتمام الإعلامي الأكبر لتوضيح الموقف الحالي بالنادي، كما أن مذاق كلماته ليس عذبا بالمرة، فقد صرح: «لا بد من نسيان الأسماء الكبيرة، لا بد أن نواصل كوننا بارعين في إيجاد لاعبين بارعين. الحفاظ على ناد كهذا يتطلب مجهودا خارقا ويتسبب في تكاليف لا يمكن أن تتماشى مع اقتصاد هذا البلد. لا يمكن المضي قدما كثيرا مجددا مع خسارة المساهمين بأموال في كل عام. هل هناك دخول محتمل لمساهمين؟ ليس في الوقت الحالي».
البون الشاسع بين تطلعات جماهير الميلان وتصريحات غالياني ينتج ضجيجا عنيفا، فيبدوان طريقين متوازين لا يتقاطعان أبدا. لكن هذا ليس كل شيء، فقد انفتحت فجأة سيناريوهات سوق انتقالات كانت تبدو وقد أغلقت نهائيا. كل شيء جاء من سؤال بخصوص تياغو سيلفا وإبراهيموفيتش، فقد كان متوقعا، مثلما حدث من قبل، أن تكون الإجابة «لاعبونا الكبار لن يتحركوا عن الفريق»، وعلى العكس قال غالياني: «هل سيبقون؟ سوق الانتقالات كبيرة جدا، فمن يدري ماذا سيحدث. في يوم 31 أغسطس (آب) عند الساعة السابعة مساء سأخبركم بتكوين فريق الميلان للموسم الجديد، وسيكون قويا جدا. لا أعني بهذا الكلام أنهما سيرحلان، أقول فقط إن كل السيناريوهات مفتوحة لأن سوق الانتقالات تشهد أمورا غير متوقعة. وقد حدثت في السنوات الماضية وقد يحدث أيضا هذا العام. منذ صيفين مضيا لم أكن أتخيل أن يصل إبراهيموفيتش وروبينهو، نفس الشيء في العام الماضي بالنسبة لنوتشيرنو». يحاول نائب رئيس الميلان تحويل الاهتمام إلى الوافدين، لكن الحديث يظل مفتوحا أيضا بالنسبة لمن يرحل.
إنها مسألة نفقات ينبغي احتواؤها في سياق ميزانية صعبة خاصة، مثلما يلفت غالياني خلال المران. وبالتالي من غير المجدي الاستسلام لهتافات الجماهير التي تطلب كأس الأبطال. ويتابع: «لا أدري متى يمكن الوصول إلى صورة 2007 تلك التي يرفع فيها أمبروزيني كأس «الشامبيونزليغ». ليست مشكلة الميلان، وإنما البلد بأكملها، فالأندية الإيطالية تربح نصف ما تربحه الأندية الإسبانية، وهناك لا يوجد التضامن. اللاعبون أصحاب بطاقات دولية بعينها لم يعودوا في متناول كرة القدم الخاصة بنا. وإبراهيموفيتش بالنسبة للميلان كان ليستحيل شراؤه اليوم مقارنة بعامين مضيا».
واقعية: ويؤكد غالياني: «لست متشائما، وإنما واقعيا فحسب». أيضا في إبراز الجوانب الإيجابية، حيث تابع: «نحن في التجمع السابع والعشرين في عهد برلسكوني، وخلال هذه الحقبة حقق الميلان 28 لقبا، والإنتر 20 واليوفي 17. نحن متقدمون على الجميع في إيطاليا، وعلينا الكفاح من أجل الفوز بالبطولة المحلية وأن نبلي بلاء حسنا في (الشامبيونزليغ) وكأس إيطاليا. إنه فريق ميلان جديد، الذي غير جلده، لكن لدينا مجموعة لاعبين سيجعلنا نظهر بشكل جيد. لكن علينا التغلب على مشكلة الإصابات، حيث سنعمل أكثر على الوقاية ونعطي مساحة أكبر لاختبارات معمل النادي». في النهاية، يتحدث الرجل الثاني في الميلان عن الميثاق الأخلاقي، ويقول: «لقد تم تدعيمه وجعله أكثر صرامة». فتصرفات بعينها في الموسم الماضي لن يتم التهاون معها.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|