ماركو فان باستن كان ماركو فان باستين أعظم هدافي جيله , ولم يكن ذلك فقط هوالسبب في شهرته لأنه سجّل كثير من الأهداف, وليس كذلك لأنّ الكثير من هذه الاهداف هي اهداف مميزة وحاسمة . كلا ان ما جعله من احسن هدافي جيله والهداف الذي يثير الرعب في قلوب الخصوم كان امتلاكه لقدرة نادرة للعمل والابداع عندما يكون فريقه بحاجة للفوز ولم يكن الضغط الذي يمارسه المدافعون عليه يسبب له اية مشاكل تذكر بالع** فقد كان يظهر احسن ما عنده تحت ظروف الضغط .
اته اللاعب الذي سجّل أحد أفضل ألاهداف في تاريخ كرة القدم العالمية في منافسة دوليّة . و الحقيقة التي تقول ان هولندا تمكنت من احراز لقبها العالمي الوحيد بفضل هذا اللاعب لاكبر دليل على مهارته وقدرته العاليتين. وحتى نفهم مغزى ذلك الهدف في نهائيّ البطولة الأوربيّة عام 1988, يجب علينا أن نعود بذاكرتنا إلى الفريق الهولنديّ في السّبعينيّات - أصحاب مدرسة "الكرة الشاملّة" . ذلك الفريق الرائع , الذي كان يقوده الفذ يوهان كرايف, أسر الجميع بروعة الكرة التي كان يلعبونها بأشراف المدرب المبدع رونيس ميشلز . لم تكن كرة القدم عندهم مجرد لعبة بل كانت فن وموسيقى كرة قدم . كانوا الأفضل في العالم - و لكنهم لم يفوزوا بشيء . خسروا مبارتين نهائيتين لكأس العالم عامي 1974 في المانيا الغربية و1978 في الارجنتين .
بعد كرايف, هولندا تداعت, وفشلت في التأهل لكأس العالم في عامي 1982 و 1986 لذا عندما ظهر باستن البالغ من العمر 23 سنة و الجيل الجديد للاعبين الهولنديّين, مثل رود جوليت و فرانك رييكارد, في البطولة الأوربّيّة, كان الفريق ومن خلفه هولندا كلها مثقلة بتلك الخلفيّة المحبطة واليأس من عدم القدرة على تحقيق البطولات .
عندما ذهب فان باستن لكأس امم اوربا 1988 كمهاجم رأس حربة كان المدرب قد وضعه اختيارا ثالثا في الفريق, لكنه سجّل خمسة أهدافًا في البطولة و رجع لبلده كبطل عظيم .
أوّلاً سجل ثلاثة أهداف ضد إنجلترا جعلها تودع البطولة من الادوار التمهيدية , ثمّ انتزع فوزا ولا أغلى, ضد من ؟ ضد المانيا الغربية المضيفة للبطولة قبل دقيقتين من نهاية المباراة شبه النهائية بعد ان كان الفريقين متعادلين 1-1 .
وعندما كان الهولنديّون يعدّون لمقابلة الاتّحاد السّوفيتيّ في المباراة النّهائيّة في إستاد ميونيخ الأوليمبيّ, فأن التّوقّع بأن الحلم القومي لهولندا على وشك ان يتحقق كان كبيرا وهذا شكّل مسؤولية كبيرة وضغط شديد على الفريق .
تقدّمت هولندا 1-0 بهدف لرودي جوليت من صنع فان باستن , بعدها جاء الدور لفان باستن نفسه لينحت اسمه في تاريخ هولندا واوربا والعالم حين سجل الهدف الثاني وهو هدف اقل ما يمكن ان نقوله عليه انه هدف خرافي فقد سدد كرة ساقطة بقوة من زاوية تبدو مستحيلة ظاهريًّا حيث كان قريبا من حافة منطقة الجزاء اليمنى للخصم وسدد كرته الساقطة القوية من الوضع الطائر قبل ان تلمس الارض في الزاوية الع**ية والتي لم تكن زاوية صعبة بل مستحيلة , لتعانق كرته الشبكة السوفيتية ولتعلن أول فوز هولندي بلقب عالمي .
نشأته وبدايته
لقد كانت ولادته بشرى خير لأهله لانه ولد في عيد القديسين عام 1964 في أوترخت الهولندية ونشأ فيها وترعرع من اجل ان ينشر الرعب في قلب المدافعين الدوليين وليس اعتباطا اصبح يلقب بـ "ماركو جولو" لبراعته في تسجيل الاهداف. ان قصّة تألق باستن, مثل الكثير من نجوم بلده عظماء الكرة, بدأت في إيا** امستردام . عندما انضمّ إلى إيا**, كان يبلغ من العمر 18 سنة, لقد كان هذا النّادي المشهور ذو الامجاد الكروية يجاهد لاسترداد أيّام المجد في السّبعينيّات التي صنعها كرايف بالفوز ثلاثة مرات متتالية بكأس اندية اوربا, لعب اول مباراة لايا** في ابريل عام 1982 وتوقعوا له ان يكون يوهان كرايف الجديد.
سجّل أوّل ظهورا دوليا في كأس شباب العالم سنة 1983, لكنّ موهبته الفطريّة انت**ت بالإصابة التي كادت ان تدمر مسيرته الكروية مبكرا والتي عجّلت في اعتزاله قبل الاوان. في عام 1986 كان القنّاص الكبير فان باستن في أوروبّا, يفوز بجائزة الحذاء الذّهبيّة الأوربّيّة حيث قاد هجوم ايا** للفوز ببطولتين هولنديّتين للدوري, وبطولتين لكأس هولندا و بطولة أوروبّا لأبطال الكأس .ولقد كان الفوز بكأس اوربا لابطال الكؤوس ذلك, ضدّ دينامو دريسدن الالماني الشرقي , آخر مباراة لباستن مع إيا** وكان حينها قد سجّل 128 هدف في الدوريّ في 143 مباراة ليحقق رقما قياسيا غير مسبوق.
لم تكن تلك الاهداف بدون مقابل بل كانت مقابل ثمن كبير , حيث انه في تلك البطولة الاوربية , اصيب كاحله وتطلب ذلك اجراء عملية جراحية . لكنّ العمليّة أُجِّلَت لأنّ مدرب إيا** قرّر أنه لا يمكن الاستغناء عن خدمات باستن في مثل هكذا مباراة حيويّة . وبالفعل فاز ايا** بهدف من رأس فان باستن ولم يكن هدفا عاديا لقد كان بمنتهى الروعة والصعوبة لا يتمكن من تسجيله الا عبقري كروي ولقد لفت اتباه الخبراء الاوربيين بعد تلك المباراة.
انتقاله الى ايطاليا
انضمّ ماركو فان باستن في الموسم التّالي إلى آي سي ميلان الايطالي الذي كان خارجا للتو من مشكلة افلاس كبيرة. ميلان, الذي فاز بكأس الأندية الأوربيّة في عامي 1963 و 1969, كان وقتها يعاني مشكلة سيولة كبيرة ولم ينقذه منها الا الثريّ وصاحب شبكات الإعلام سيلفيو بيرلسكوني الذي اصبح فيما بعد رئيس الوزراء الإيطاليّ (ما يزال حتى وقتنا الحاضر يشغل هذا المنصب) . لقد كان ميلان من الأعضاء المؤسّسين للبطولة الإيطاليّة في 1898, لكنّه في العام 1986 كان يعيش تحت رعاية( الاخوة الاعداء) والمنافس اللدود إنترناتسيونالي والذي تقاسموا معه إستاد سان سيرو .
استثمر بيرلسكوني 20 مليون جنيه استرليني في النّادي, و بعض من ذلك المال أُنْفِقَ على جلب ماركو فان باستين , رودي جوليت و فرانك ريكارد . كذلك قام بجلب المدرّب البارز أريجو ساكي الذي اصبح لاحقا مدرب الفريق القوميّ الإيطاليّ أثناء يورو 96 .
جاءت النّتائج بسرعة . فاز ميلان بدوري الدرجة الأولى الإيطالي للمرة الأولى منذ تسع سنوات , ولقد تحقق هذا الانتصار بدون مساعدة كبيرة من فان باستن لان اصابة الكاحل قد تجددت ولم يلعب غير 11 مباراة . في العام 1988 كان يخشى في البداية أنه قد لا يشارك في كأس الامم الاوربية , لكنه شارك واحرز فريقه اللقب واحرز هو لقب الهدّاف في تلك البطولة , وفوق ذلك فاز بلقب احسن لاعب كرة قدم في العالم وجاء بعده في الترتيب زميلاه في النادي والمنتخب جوليت و ريكارد في واقعة غير مسبوقة من قبل ان يفوز ثلاثة لاعبين ينتمون لنفس النادي ونفس البلد.
كذلك حقّق لقب احسن لاعب في أوربا لتلك السنة , جائزة كان نصيبه الفوز بها ثلاثة مرّات - ( 1988, 1989 و 1992 ) - مساويا الرّقم القياسيّ لكرايف و الفرنسي ميشيل بلاتيني .
أشار مجد كأس اندية اوربا ّ إلى باستن في عام 1989, ميلان يسحق ستيوا بوخارست الروماني 4-0 في المباراة النّهائيّة في برشلونة سجّل فان باستن هدفين وكذلك فعل جوليت . كرر ميلان انجازه واحتفظ باللقب الاوربي بعد 12 شهر بهزيمة بينفيكا البرتغالي 1-0 في اللقاء النّهائيّ, هذه المرة في فيينّا .
لكن ليس الفوز دائما في المتناول فقد اصيبت هولندا بالإحباط في كأس العالم في إيطاليا عام 90 . فشلت هولندا في الفوز بأيّ مباراة من مبارياتهم الاربع , حيث تعادلوا في كلّ مبارياتهم الثلاث في مجموعتهم السادسة التي ضمتهم مع مصر وانجلترا وجمهورية ايرلندا قبل ان يخسروا 2-1 من قبل ألمانيا في الجولة الثّانية .(دور الستة عشر)
حدثت بعد ذلك بعض الامور غير السعيدة في حياة باستن الكروية فقد تورط بشجار علني مع مدرّب ميلان ساكي وبعدها حُظِرَ من قبل الاتحاد الأوربي لكرة القدم لأربعة مباريات بعد دفع خصمه بالمرفق بعنف في مباراة في كأس اندية اوربا البطلة.
في موسم 1990-91 سجّل 11 هدفًا فقط في 33 مباراة مع ميلان . لكن السّنة التّالية عاد الى تألقه وسجل 25 هدفا في 31 مباراة . جرت بعد ذلك كأس الامم الاوربية عام 1992 في السّويد و وصلت هولندا إلى ألدور قبل النّهائيّ حيث خسروا من الدّنمارك بفارق ضربات الجزاء الترجيحية. وفي زلّة نادرة, أخطأ باستن ضربة جزاء في تلك المباراة, لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على لقب احسن لاعب كرة عالميّ من مجلة وورلد سوكر للسّنة لمرّة ثانية . واحسن لاعب كرة قدم من قبل الفيفا
ذلك الخريف, في ميلان, لعب باستن بعضا من أفضل مباريات كرة القدم في حياته . وسجّل 13 هدفًا في 15مباراة ضدّاصعب دفاع في كرة قدم الا وهو دفاع الاندية الايطالية . كانت رحلةً رائعةً, لكنّ باستن خضع بعد ذلك لعمليّتين جراحيتين أخرتين في كاحله المصاب . لقد اصبحت اصابته مزمنة.
كانت مباراته التّنافسيّة الأخيرة في البطولات الاوربية ضد اولمبك مرسيليا الفرنسي في نهائي كأس اندية اوربا عام 1993 وهزم ميلان 1-0 من قبل مرسيليا في مباراة تركت مذاقًا مرًّا لدى جميع لاعبي ميلان. أكتشف فيما بعد ان نادي اولمبك مارسيليا, الذي يملكه برنارد تابيه, قد تلاغب في نتائج مباريات الدوري الفرنسي من اجل الفوز باللقب المحلي. أنتزع على اثر هذه الحادثة اللقبان المحلي والاوربي من مرسيليا ّ . واصبح ميلان هو البطل الاوربي .
نهاية مسيرته الكروية
قضى فان باستن سنتين محاولا هزيمة إصابته لكنّ في النّهاية كان يجب عليه أن يواجه مصيره الحتميّ, ويعلن عن اعتزاله اللعب في أغسطس 1995 . لقد سجّل 90 هدفًا في 147 مباراة لميلان, وحصل على لقب الهداف مرّتين في دوري الدرجة الأولى الإيطالي, و سجلّ لميلان في البطولات الاوربية 18 هدف في 23 مباراة .
فاز بآخر مباراة دولية يلعبها لهولندا والتي كانت تحمل الرقم 58 في أكتوبر 1992 في تصفيات كأس العالم ضدّ بولندا. وسجّل لمنتخب بلاده 24 هدفا . خلال مسيرته الدولية
لعب نجمنا لمدّة 10 مواسم عظيمة, لكنّ العقوبة التي تلقّاها من المدافعين قد عجّلت بنهاية مسيرته الكروية الموهوبة .
كان فان باستن يملك كل المهارات الضرورية للاعب كرة القدم . كان رشيقًا, ذو بنية قوية بشكل كاف, سيطرة عالية على الكرة بكلتي قدميه , و كان سريعا في تحويل مساره والهروب من المدافعين و متفوقا جدا في العاب الهواء.
قال رينيه مارتي, أحد الدّكاترة الذين عالجوه "ان ماركو يلعب كرة القدم مثل راقص باليه , لكنّ كاحله في النّهاية لم يكن من الممكن أن يتحمل كل الضغط الذي تعرض له" . وكان من الطبيعي ان يقود باستن النّداءات من أجل اللعب النظيف , وكان يدعوا لفكرة أن تتبنّى قوانين كرة القدم القاعدة المعروفة في كرة السّلّة للمخالفات الشّخصيّة حيث يطرد اللاعب من الملعب بعد أن يرتكب خمسة اخطاء شخصية ويُسْتُبْدِلَ بلاعب آخر, حتّى إذا لم تكن أحدى تلك المخالفات على درجة عالية من الاذى. ويقول " أعتقد أن اعطاء إنذارات و وبطاقات حمراء غير كاف فعلاً حيث أصبح المدافعون دقيقون جدًّا في هذه الأيّام في اصابتهم للخصم بشكل لا يتمكن الحكم من رؤيته " . ان فان باستن لا يرى نفسه ضحيّة المدافعين القاسين فقط لكن الشيء الأكثر إحباطًا لي, كما يقول , ليس الطّريقة الّتي اصيب بها كاحلي, لكنّ الطّريقة الّتي عولج بها ُ من قبل بعض الاطباء . الشّخص الذي أتلف كاحلي بدرجة كبيرة لم يكن لاعبًا بل جرّاحا"
وبذلك يكون باستن قد لعب لكل من:
1. ايا** امستردام الهولندي (1981-1987) , 133 مباراة وسجل 128 هدف بمعدل 96%
2. اي سي ميلان الايطالي (1987 -1995 تاريخ اعتزاله) , 147 مباراة وسجل 90 هدف بمعدل 61%
3. منتخب هولندا (ال عام 1992) 58 مباراة وسجل 24 هدف.
........الاسم ........الولادة .........الطول..... المركز
ماركو فان باستن 1964 هولندا 1.88m مهاجم
نقاط مضيئة في حياته
ثلاث مرات الدري الهولندي 1981-1982, 1982-1983, 1984-1985
ثلاث مرات كأس هولندا: 1982-1983, 1985-1986, 1986-1987
ثلاث مرات الدوري الايطالي: 1987-1988, 1991-1992, 1992-1993
مرة واحدة كأس الكؤوس الاوربية : 1986-1987
مرتان كأس اندية ابطال اوربا : 1988-1989, 1989-1990
مرتان كأس السوبر الاوربية: 1989, 1990
مرتان كأس اندية العالم: 1989, 1990
مرة واحدة كأس امم أوربا : 1988
اربع مرات هدّاف الدوري الهولندي: 1983-1984, 1984-1985, 1985-1986, 1986-1987
مرتان هدّاف الدوري الايطالي: 1989-1990, 1991-1992
مرة واحدة الحذاء الذهبي (هدّاف اوربا) : 1985-1986
مرة واحدة هدّاف كأس الامم الاوربية : 1988
مرة واحدة أحسن لاعب في العالم (الفيفا): 1992
مرتان احسن لاعب من مجلة وورلد سوكر : 1988, 1992
ثلاث مرات احسن لاعب في اوربا(الاتحاد الاوربي) : 1988, 1989, 1992
عدد المباريات : 280 عدد الاهداف : 218 معدل تسجيل الاهداف : 0.78