لست بصدد سرد ما حدث في الأيام الأربعة الماضية عقب إعلان كريستيانو رونالدو أنه "حزين" ..! فالجميع يعلم ما دار والجميع سمع وقرأ وشاهد الكثير من التكهنات حول سبب عبوس اللاعب الأهم في صفوف ريال مدريد بدون أن يستطيع أحدهم بالجزم بالسبب.
لكني بصدد الحديث عن كواليس الأمر من منظور آخر وهو الطريقة التي حاول فيها رونالدو عرض مشكلته والتي لا تليق بلاعب في سمعته العالمية.
اليوم سمعنا جديداً عن رونالدو وهو أن سبب ضيقه هو عدم مرافقة فلورنتينو بيريث له في رحلة موناكو حيث توج لاعب وسط برشلونة أندريس إنيستا بأفضل لاعب في البطولات التي ينظمها الاتحاد الأوروبي "اليويفا" في حضور رئيس ناديه ساندرو روسيل بينما اكتفى الميرينجي بإرسال النائب الثاني لبيريث رفقة CR7.
وإن كان هذا سبب حزن رونالدو فهو سبب منطقي جداً رغم أنه في رأيي ليس دور رئيس النادي أن يقوم بمثل هذه الأمور خصوصاً أن حضوره لن يغير من الأمور شيءً بعد أن تم تجميع أصوات الصحفيين المشاركين في الاستفتاء وانتهى الأمر ولن يتم تغيير الأصوات فقط لوجود روسيل أو بيريث.
لكن منطقية حزن رونالدو تتعارض بشدة مع عدم منطقية طريقة عرضه لقضيته بالخروج للصحفيين وإضفاء جو من البروباجندا القوية بالاحتفاظ بسر الضيق غامضاً في محاولة لجني أكبر مكاسب ممكنة من ضغط الصحافة، فإن لم يكن السبب الحقيقي هو رفض تجديد عقده بمبلغ ضخم كالذي يطلبه البرتغالي والذي سيكلف الميرينجي قرابة الـ30 مليون يورو فور تطبيق "قانون بيكام" بعد سنتين من الآن، فإن الاحتفاظ بالأمر سراً كفيل بأن يجعل الصحافة تضغط بشكل أكبر لتجديد العقد.
لكن توقعات رونالدو تبدو وقد أصابها الخطأ، ففي الواقع بدت الصحافة أكثر جرأة على طرح الأمر بصورة أوضح على الجمهور الذي فاجأ الكل برغبته في بيع اللاعب في حال استمر الأمر على ما هو عليه وهو ما كان ضربة كبيرة.
تصريحات جورجي مينديس كانت متعالية على جماهير ريال مدريد...
وباعتقادي أن سبب هذا الأمر هو عدم تفهم الجمهور للاحتفاظ بالأمر سراً وهو ما أشعرهم بتعالي اللاعب على ناديه وترك الأمور غير مستقرة بدلاً من المصارحة وتقديم الأسباب واضحة بعيداً عن "اللف والدوران" خصوصاً لو كان السبب كفيل بجذب الجماهير لصالحه وتعاطفها معه إذا كان هو إجباره على اللعب في ذكرى رحيل والده، كما أن تطوع وكيل أعمال اللاعب "جورجي مينديس" للحديث عن الأمر بالقول أنه يعلم هو الآخر لماذا رونالدو حزين كان في رأيي مستفزاً جداً لكل من يتابع الأمر، فمن الطبيعي جداً أن يعلم وكيل أعمال اللاعب لماذا هو حزين فلماذا التطوع بتصريح لا قيمة له !؟ ولماذا التعالي على الجماهير بعدم ذكر الأمر صريحاً لهم بدلاً من التفاخر بأنه من يعرف سر رونالدو !
يذكرني تصريح وكيل أعمال رونالدو بتصريحات مشابهة لتصريحات وكيل أعمال جونزالو هيجواين قبل عامين عندما كان الدولي الأرجنتيني يرغب في زيادة راتبه فتم إطلاق سلسلة تصريحات من جانب اللاعب ووكيل الأعمال وكتبت عنها مقالاً كاملاً بإمكانكم قراءته من هنا (كيف تحسن عقدك في أوروبا ؟) وهو ما حدث فعلاً بعد ذلك.
المُنتظر من رونالدو هو أن يصارح كل المدريديين بسر ضيقه فور عودته من البرتغال وإلا فلا يلومن إلا نفسه في فكرة إطالة الأمر أكثر من ذلك لأنها ستستفز جماهير البلانكوس وقد نرى صافرات استهجان ضده في ملعب البرنابيو قد تعود بأثر نفسي سلبي عليه كما حدث من قبل في بداية الموسم قبل الماضي ووقتها تبرع زملاؤه للدفاع عنه وطلب الصبر من الجماهير عليه، لكن هذه المرة قد يختلف الأمر، فالمشكلة مشكلة رونالدو لا الجماهير وعليه أن يحلها هو بنفسه..
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|