باع بورتو نجمه البرازيلي "هالك" بـ55 مليون يورو لنادي زينت الروسي، ذلك بعدما كان قد باع هذا الصيف فريدي جوارين وألفارو بيريرا للإنتر مقابل 11 مليون يورو للأول و10 مليون يورو للثاني، علمًا أنه اشترى هالك مقابل 19 مليون يورو من نادي توكيو فيردي عام 2008 واشترى جوارين مقابل مليون يورو واحد من سانت اتيان في نفس العام ودفع مقابل بيريرا 6.5 مليون يورو لنادي كلوج عام 2009.
بحساب الأرقام السابقة والتي تعود لموقع تراسفيرماركت، نجد أن بورتو ربح في تلك العملية 49.5 مليون يورو وخلال استثمار دام 4 سنوات استفاد خلاله من اللاعبين فنيًا كما يشاء بتحقيق البطولات وحصد الألقاب.
وبالعودة لبعض الأرقام نجد أن بورتو باع خلال السنوات الـ10 الأخيرة كلًا من هالك (55) وبيريرا (10) وجوارين (11) وفالكاو (47) وراؤول ميراليش (13) وبرونو ألفيش (22) ولوتشو جونزاليز (19) وليساندرو لوبيز (24) وعلي سيسوخو (16) وبوسينجوا (20) وأندرسون (31) وبيبي (30) ودييجو (6) ومانيش (16) وسييتاريديس (10) وفابيانو (10) وكارفالهو (30) وديكو (21) وفيريرا (20) وبوستيجا (9) وأندرادي (13)، أي بمجموع 433 مليون يورو منذ صيف 2002 علمًا أنه اشترى كل تلك الأسماء بمبلغ لا يزيد عن الـ100 مليون يورو في أحسن الحالات أي حقق ربحًا ماليًا يزيد عن الـ300 مليون يورو في 10 سنوات تُوج خلالها ببطولة دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس العالم للأندية بجانب عددًا من البطولات المحلية البرتغالية.
ذلك النجاح الاقتصادي والرياضي يجب أن يكون مثالًا لعديد الأندية الأوروبية وخاصة الإيطالية كونها غير قادرة حاليًا على دفع الكثير من المال لاستقطاب النجوم مقارنة بالأندية في إسبانيا وإنجلترا وروسيا وفرنسا، والحديث هنا ليس على الأندية المتوسطة أو الصغيرة بل عمالقة إيطاليا الميلان واليوفنتوس والإنتر وروما ونابولي وغيرها.
القصد في الأمر ليس شراء لاعبين شباب (17-21 عامًا) لأن أولئك تنقصهم التجربة والخبرة للقدرة على اللعب في بطولة صعبة مثل الكالتشيو، وعلى الأغلب لن تُمنح لهم الفرص في الأندية الكبيرة سوى نادرًا، لكن القصد شراء لاعبين بدأوا بالفعل مسيرة تألقهم ولعبوا في الفريق الأول لأحد الأندية لعام أو عامين أظهروا خلاله قدراتهم جيدًا أي باختصار هم جاهزون للعب في الدوري الإيطالي حتى لو احتاجوا لعدة أشهر أو موسم للتأقلم جيدًا مع الأجواء الإيطالية.
القصد أيضًا ليس شراء لاعبين مجهولين بأسعار لا تزيد عن الـ7-10 مليون يورو، لأن نجاح أولئك غير مضمون بجانب أن جودتهم ليست بالمناسبة، بل القصد شراء لاعبين بأسعار تتراوح من 10-20 مليون يورو وربما تزيد قليلًا ومن ثم رعايتهم جيدًا والفوز معهم وتحقيق نتائج مرضية رياضيًا ومن ثم بيعهم لأصحاب المال الوفير بهامش ممتاز من الربح قد يصل للضعف أحيانًا ... ذلك الهامش من الربح يُبدأ به دورة حياة جديدة أي بجلب مواهب جديدة واستثمارها خلال فترة قصيرة لا تزيد عن الـ4-5 سنوات.
هذا الأمر فعله الميلان بالفعل مع ريكاردو كاكا وتياجو سيلفا، فقد استفاد منهما رياضيًا بالشكل المطلوب وربح من بيعهما ماليًا بشكل ممتاز جدًا ... يُمكن القول أن الإنتر أيضًا حقق ذلك مع زلاتان إبراهيموفيتش وفعلها نابولي مع إيزكويل لافيدزي وروما مع ميركو فوشينيتش واليوفنتوس قديمًا عبر عديد الأسماء مثل زين الدين زيدان وفيليبو إنزاجي وغيرهم، وتلك السياسة تتبعها أندية الوسط في إنجلترا تحديدًا مثل توتنهام وأستون فيلا وغيرها وقد بدأ يُطبقها أودينيزي خلال السنوات الأخيرة.
الأندية الإيطالية فعلت ذلك بالفعل لكن المشكلة أن المشروع لم يتواصل، بل كانت مجرد صدف !! والمطلوب الآن أن تكون تلك الاستراتيجية التي تمر بها الأندية الإيطالية من الأزمة المالية التي تعصف بها وأزمة عدم قدرتها منافسة الأندية الأوروبية في السوق لظروف عديدة جميعنا نعلمها ولا داعي لذكرها الآن.
تلك الاستراتيجية أو ذلك الحل يُعيقه عاملان مهمان، الأول غياب عنصر المغامرة عند ملاك الأندية الإيطالية بشأن استثمار مثل تلك المواهب لأن الجميع يُفضل جلب لاعب جاهز ومضمون بمبلغ كبير أو دفع القليل جدًا لجلب لاعب مجهول، والثاني أن الأجهزة الفنية في إيطاليا لا تمنح الفرصة للمواهب الشابة في الملعب بالشكل المطلوب وهو ما يُهدد أفكار الإدارة، وهذا الأمر نراه في ابتعاد الجميع عن شراء لاعب مثل ماركو فيراتي بـ12 مليون يورو علمًا أنه ربما يباع بعد 3-4 سنوات بـ30 مليون ! .... لذلك يجب أن يكون المشروع متكامل ومتفق عليه بين الإدارة والمدرب، بأن تجلب الإدارة هؤلاء اللاعبين وتضع ثقتها فيهم وأن يساعدها المدرب بمنحهم كامل فرصهم للتأقلم والتطور.
الأسماء التي قد تكون ضمن تلك المجموعة المرشحة عديدة جدًا، أسماء كثيرة برزت في يورو 2012 مثل مجموعة المنتخب الروسي خاصة دجاجوييف ودينيسوف ومدافع المنتخب اليوناني بابادوبلوس، وهناك أسماء تزدحم بهم أمريكا اللاتينية من رودولف وديديه وهناك أسماء من شرق أوروبا بل حتى من هولندا وبلجيكا وألمانيا والبرتغال مثل ستروتمان وإيريكيسين وجوديتي وغيرها ... كلها أسماء بدأت بالفعل طريق الصعود لكنها ليست جاهزة بعد لتدخل "موسوعة الملايين" وبالتالي يمكن اقتناصها الآن والاستفادة منها رياضيًا ثم بيعها فيما بعد والاستفادة منها ماليًا.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|