يخشى أنصار نادي ريال مدريد الإسباني رؤية الغريم التقليدي برشلونة وهو يتوج بطلاً لكأس السوبر المحليّة على ملعب سانتياغو برنابيو الذي سيحتضن مباراة العودة بين الفريقين مساء الأربعاء. فهل يفعلها البلوغرانا أم يقف مورينيو ولاعبوه مجدداً أمام أحلام الكتلان؟
يعيش مشجعو ومناصرو ريال مدريد الإسباني أوقاتاً عصيبة قبل مباراة العودة من كأس السوبر المحلية بين قطبي الكرة الإسبانية وخشية البعض من رؤية الغريم الأزلي وهو يحتفل بالسوبر وهي المسابقة التي تجمع عادة بين بطلي الدوري كأس الملك.
وانتاب هذا الشعور لدى أنصار الميرنغي بعد البداية المتعثرة لحامل لقب الدوري الإسباني إثر سقوطه في فخ التعادل أمام فالنسيا في الجولة الأولى من الليغا قبل الخسارة أمام الجار الصغير خيتافي في الجولة الثانية.
وتزايدت هذه المخاوف أكثر بعد الخسارة أمام برشلونة في ذهاب كأس السوبر الإسبانية بنتيجة 2-3 رغم أن المحصلة النهائية تشير إلى أنه بإمكان ريال مدريد التتويج باللقب للمرة التاسعة في تاريخه إذا تمكن من تسجيل هدف وحيد مع المحافظة على نظافة شباك حارسه إيكر كاسياس.
وظهر ريال مدريد مع بداية الموسم بأداء باهت وغياب لافت لأبرز نجومه وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو حيث بدا الإرهاق والإجهاد واضحاً في مباراتي الدوري وذهاب كأس السوبر.
على الطرف الآخر، يعيش برشلونة بداية نموذجية بفوزه في مباراتي ريال سوسيداد وأوساسونا وتربعه على صدارة الدوري بفارق خمس نقاط كاملة عن الغريم الملكي.
وتبقى مواجهات الكلاسيكو خارج كل التوقعات فقد يقلب ريال مدريد الطاولة على برشلونة ويتوج بكأس السوبر مبدداً كل الشكوك حول جاهزية الفريق مع مورينيو في موسمه الثالث في مدريد أو يكمل تيتو فيلانوفا بدايته الموفقة بلقب ثمين سيمنحه ثقة كبيرة مع مسعى البلوغرانا لاستعادة التاج المحلي.
وخاض أغلب لاعبي ريال مدريد كأس الأمم الأوروبية مع منتخبات بلادهم في البطولة التي أقيمت بشكل مشترك بين بولندا وأوكرانيا الصيف الماضي.
ونافست منتخبات إسبانيا والبرتغال وألمانيا حتى الرمق الأخير من البطولة بخوضها المربع الذهبي قبل أن تحسم إسبانيا اللقب وتحافظ عليه للمرة الثانية على التوالي.
وشارك كل من إيكر كاسياس وسيرخيو راموس وألفاروا أربيلوا وتشابي ألونسو بشكل أساسي مع منتخب لافوريا لاروخا والأمر ذاته ينطبق على كريستيانو رونالدو وفابيو كوينتراو وكليبر بيبي مع البرتغال فيما دافع مسعود أوزيل وسامي خضيرة عن ألوان الماكينات الألمانية.
وتعقدت الأمور كثيراً بإصرار ريال مدريد على السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية في جولة إستعدادية قبل انطلاق الموسم الجديد وهو ما زاد الضغط البدني والنفسي على اللاعبين الذين لم يرتاحوا بما فيه الكفاية بعد موسم أسطوري في الليغا إختتمه الفريق الملكي بأرقام قياسية على صعيد عدد الأهداف والنقاط.
وعلى العكس تماماً، فضل برشلونة عدم السفر خارج القارة العجوز رغم العروض الإقتصادية التي قدمت له مفضلاً راحة لاعبيه الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب الإسباني بتواجد 8 عناصر.
وكاد سيناريو تتويج برشلونة يتحقق قبل عامين من الآن عندما كان قريباً من التأهل إلى نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا في 2010 الذي إحتضنه ملعب سانتياغو برنابيو إلا أن إنتر ميلانو بقيادة مدربه البرتغالي آنذاك جوزيه مورينيو حرمه من هذه اللحظة التاريخية.
هل يقف كريستيانو رونالدو حائلاً أمام تتويج البارسا في البرنابيو؟
وأبدى فلورنتينو بيريز إعجابه الكبير بمورينيو لحظة تتويجه بدوري الأبطال مع النيراتزوري في البرنابيو حيث دارت مفاوضات بين الطرفين أسفرت عن تولي البرتغالي تدريب الفريق الملكي لأربع سنوات.
وفي العام الماضي، أجمع ناديا برشلونة وأثلتيك بلباو الباسكي على اختيار ملعب سانتياغو برنابيو للمباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا وفق تقاليد يقوم بها الإتحاد الإسباني لكرة القدم.
ورفض ريال مدريد خوض نهائي كأس الملك على أرضية ميدانه متحججاً بقيام العمال بأعمال صيانة في الملعب وغرف خلع الملابس ودورات المياه.
وتنبع عداوة تاريخية بين فريق العاصمة الإسبانية وأكبر نادٍ في إقليم كاتالونيا الساعي للإنفصال حيث اجتذبت مواجهات الكلاسيكو أنظار العالم بأسره نظراً للإهتمام الكبير على جميع الأصعدة الرياضية والإعلامية والسياسية.
ويعتبر رئيس الوزراء السابق ثاباتيرو من أبرز مناصري البلوغرانا وسبق له أن حضر نهائي دوري أبطال أوروبا في روما 2009 إلا أن خليفته اليميني ماريانو راخوي يعد من مناصري الميرنغي وواحد من مشجعيه الأوفياء.
وترأس خوان لابورتا رئاسة برشلونة من 2003 إلى 2010 وساهم بشكل لافت في العودة البلوغرانا إلى الواجهة المحلية والقارية بعد ابتعاده عن منصات التتويج مع المدرب الهولندي فان غال.
إنجازات لابورتا مع البارسا مهّدت له الطريق بعد ذلك لانتخابه في البرلمان الكاتالوني بعد الشعبية الكبيرة التي حققها من ترؤسه برشلونة.