يسعى نادي يوفنتوس إلى تكرار مشواره الرائع الموسم عندما سيطر بشكل كلي على الدوري الإيطالي من دون أن يمنى بأي هزيمة مقدماً عروضاً هجومية رائعة. وعكس التتويج باللقب تماماً الأسلوب الكروي الذي اعتمده المدربون الشبان في إيطاليا.

وللمفارقة، فإن هذه الظاهرة ظهرت في الوقت الذي تعاني فيه كرة القدم الإيطالية وتحديداً من خلال هجرة أبرز نجومها من دون أن تنجح في استقطاب آخرين بدلاً من هؤلاء. وبالإضافة إلى السيدة العجوز وهو لقب يوفنتوس، نجد منافسيه التقليديين على زعامة الكرة الشمالية وهما إي سي ميلان وإنتر ميلان، لكن أيضاً روما الطموح شأنه في ذلك شأن نابولي.

يقوم موقع FIFA.com بتسليط الضوء على مكامن القوة لموسم 2012-2013 حيث لن يتواجد اسم النجم اليساندرو دل بييرو في اللوائح الرسمية للاعبين وذلك للمرة الأولى منذ 19 عاماً.

البطل
لم يتوان يوفنتوس في تعزيز صفوفه حيث قام بإيجاد لاعب بديل في كل مركز ما يسمح لمدربه أنطونيو كونتي في اعتماد أكثر من طريقة لعب كما يحلو له أن يفعل بحسب التحديات التي تواجهه وتحديداً أسلوب 4-3-3 أو 3-5-2. ولا شك بأن قدوم لاعبين من أمثال سيباستيان جيوفينكو و كوادوو أسامواه و ماوريسيو إيسلا يعتبر في غاية الأهمية لأن الأمر يتعلق بلاعبين يستطيعون شغل أكثر من مركز في تشكيلة الفريق ويعطي خيارات واسعة للمدرب في الطريقتين المفضلتين لكونتي.

وجاء المدافع المخضرم البرازيلي لوسيو ليعزز خط الدفاع الصلب وهو تقريباً نفس خط دفاع المنتخب الوطني. أما قدوم الفرنسي-الغيني بول بوجبا الذي لم يجدد عقده مع مانشستر يونايتد، فيأتي في إطار التجديد المستمر للكوادر. وقد يحدث يوفنتوس مفاجأة سارة لأنصاره من خلال التعاقد مع مهاجم من الطراز الدولي لمساندة ميركو فوسينيتش في خط المقدمة. أما النقطة السوداء الوحيدة، فكانت إيقاف المدرب كونتي لفترة عشرة أشهر وسيحل بدلاً منه على مقاعد الإحتياط ماسيمو كاريرا مدرب مركز التكوين في النادي والذي يعتبر حامل أفكار كونتي.

المرشحون
بما أن اللقب انحصر بين يوفنتوس وإنتر ميلان وميلان منذ عام 2001، فمن الطبيعي أن يكون قطبا مدينة ميلانو من أبرز المرشحين لمنافسة السيدة العجوز مرة جديدة. لكن مهمة مدرب ميلان ماسيميليانو أليجري تعتبر حساسة للغاية خصوصاً بأن فريقه تخلى عن أبرز اللاعبين المخضرمين في صفوفه واللائحة طويلة: ماكسي لوبيز، كلارينس سيدورف، أليساندرو نيستا، جينارو جاتوزو، مارك فان بومل، ألبرتو أكويلاني، جيانلوكا زامبروتا، فيليبو إينزاجي، ثياجو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش هداف الدوري الموسم الماضي (28 هدفاً).

أما في إنتر ميلان وعلى الرغم من بلوغه التاسعة والثلاثين من عمره، فإن خافيير زانيتي لا يزال وفياً لمركزه، بيد أن المدرب الشاب أندريا ستراماتشيوني قام بضخ دماء شابة في الفريق حيث سجلت ثماني حالات قدوم وتسع حالات رحيل. أما التعاقد الأهم فكان مع أنطونيو كاسانو القادم من ميلان، في حين انتقل جيامباولو باتزيني في الإتجاه المعاكس.

الفرق المرشحة للعب دور الحصان الأسود
لم تدم التجربة الكاتالونية مع لويس إنريكه طويلاً على رأس الجهاز الفني لروما، لذا استعان مجلس ادارة نادي العاصمة بخدمات المدرب المخضرم الإيطالي-التشيكي زدينيك زيمان (65 عاماً) الذي يعيش في إيطاليا منذ ربيع براج عام 1968 وأشرف حتى الآن على 16 فريقاً إيطالياً بينها روما (1997-1999). ويعتمد زيمان على أسلوب لعب 4-3-3 وقد قام بتغييرات جذرية في صفوف الفريق حيث تعاقد مع 12 لاعباً جديداً وتخلى عن مثلهم بدءاً من خط الدفاع. لكن الأهم بانه أقنع دانييلي دي روسي القائد الجديد بالبقاء في صفوفه وعدم الإستماع إلى اغراءات مانشستر سيتي، كما نجح في التعاقد مع المهاجم ماتيا ديسترو (21 عاماً) الذي كانت تتهافت عليه أشهر الأندية الإيطالية.

وسيعود نابولي الذي يعتمد الأسلوب الغريب 3-5-1-1، لتركيز جهوده على الدوري المحلي بعد ان قارع الكبار في دوري أبطال أوروبا UEFA الموسم الماضي. ولم يخسر المدرب والتر ماتزاري سوى لاعب واحد هو إيزيكييل لافيتزي المنتقل إلى باريس سان جيرمان، لكنه سيرتجف حتى إقفال باب الإنتقالات الصيفية حيث تتهافت أفضل الأندية الأوروبية للحصول على خدمات مهاجمه الأوروجوياني إدينسون كافاني.

ويسعى أودينيزي الذي خسر ثلاثة من ركائزه والذي تعاقد مع 13 لاعباً من جنسيات مختلفة، ولاتسيو الذي سيعتمد مرة جديدة على هدافه ميروسلاف كلوزه إلى خلط الأوراق أيضاً.

أبرز الإنتقالات
هذا العام وإذا أخذنا في عين الإعتبار انتقالات النجوم الكبار، نجد بأن سوق الإنتقالات كانت أكثر نشاطاً من ناحية الرحيل. في المقابل، يبدو أن الأندية تريد منح فرصة أكبر للاعبيها الشبان.

على الصعيد الدولي، وبإستثناء صفقة التبادل المفاجئة بين أنطونيو كاسانو وجيانباولو باتزيني، فإن ميلان ورغم هجرة الأدمغة منه فقد نجح في التعاقد مع لاعب وسط فيورنتينا الدولي ريكاردو مونتوليفو (37 مباراة دولية) والذي أصبح بالتالي حجر الزاوية في صفوف الفريق اللومباردي.

نجوم تحت الضوء
يعتبر ماتيا ديسترو (21 عاماً) المهاجم المنتظر في إيطاليا وقد انتقل إلى صفوف روما ليستغل خدمات فرانشيسكو توتي. أما المغربي الدولي منير الحمداوي (28 عاماً) والذي اختير لاعب العام في هولندا عام 2008 وتوّج هدافاً للدوري الهولندي عام 2009، فانتقل إلى صفوف فيورنتينا ليعيد إطلاق مسيرته من جديد.