يتصدر فريق يوفنتوس الترشيحات للفوز بلقب الدوري الإيطالي للعام الثاني على التوالي قبل يومين من انطلاق المسابقة التي تشهد انحدارا جديدا بعد رحيل أبرز نجومها إلى بطولات أخرى.

ويشبه الكالتشو في موسمه الجديد كوبا من المشروبات الساخنة التي تتميز بها إيطاليا ولكنه منزع الكافيين في ظل رحيل أسماء مثل زلاتان إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا عن ميلان وانتقالهما إلى باريس سان جيرمان، برفقة إزيكيل لافيتزي الذي ترك نابولي.

وأجبرت الازمة المالية الأندية الإيطالية على حركة محدودة في سوق الانتقالات ليتواصل أفول نجم الدوري الذي كان حتى عقد التسعينيات ينظر له على أنه المسابقة المحلية الأقوى في العالم، قبل أن تتراجع أسهمه تدريجيا حتى قلت حصة ممثليه في دوري الأبطال إلى ثلاثة فرق فقط بدلا من أربعة.

ورغم غياب الكافيين في صورة النجوم، فإن الكرة الإيطالية احتفظت بإحدى سماتها المميزة وهي الجدل المثار حول فضائح التلاعب والذي طال مدرب اليوفي أنطونيو كونتي بإيقافه لمدة عشرة أشهر بسبب عدم إبلاغه عن تواطؤ في مباراة بالدرجة الثانية حين كان مدربا لفريق سيينا.

وفي حال فشل المحاولة الأخيرة لكونتي الممثلة في اللجوء لمحكمة التحكيم باللجنة الأوليمبية الإيطالية بعدما ثبتت محكمة الاستئناف قرار إيقافه، فإن يوفنتوس سيواجه ورطة حقيقية على مستوى الإدارة الفنية خلال الموسم المقبل.

ورغم ذلك، تصدر اليوفي استطلاعا أجرته صحيفة لاريبوبليكا يشير إلى ترشيحه للفوز بالسكوديتو بنسبة 49% مقابل 17% لنابولي بطل الكأس وأقرب ملاحقيه، و16% لروما، و7% فقط لكل من ميلان وإنتر.

وتميز يوفنتوس بكونه الأنشط بين أندية القمة على مستوى الانتقالات غير أنه لم يتعاقد حتى الآن مع رأس حربة بالمميزات التي يبحث عنها كونتي بعد فشل مساعيه في ضم الهولندي روبين فان بيرسي وكذلك البوسني إدين دجيكو.

وفي المقابل، قام فريق السيدة العجوز بعملية تشبيب لخط الوسط باستعادة سباستيان جوفينكو من بارما، وضم الغاني كوادو أسامواه من أودينيزي برفقة التشيلي ماوريسيو إيسلا، في حين استعان بخبرة البرازيلي لوسيو في الدفاع.

وفارق يوفنتوس الجناح الصربي ميلوش كراسيتش برحيله إلى الدوري التركي في حين ستفتقد الجماهير فتاها المفضل أليساندرو ديل بييرو للمرة الأولى منذ فترة طويلة.

أما ميلان بطل الموسم قبل الماضي، فاستغنى عن إبراهيموفيتش وسيلفا وغادرته كتيبة من المخضرمين شملت كلارنس سيدورف وجينارو جاتوزو وأليساندرو نستا وفيليبو إنزاجي، فيما وعد المالك سيلفيو برلسكوني بعملية تشبيب.

واقتصرت تعاقدات ميلان حتى الآن على ضم جان باولو باتزيني من الغريم إنتر مقابل سبعة ملايين يورو بالإضافة إلى الاستغناء عن أنطونيو كاسانو، بجانب ثنائي الوسط الأفريقي المؤلف من الغيني كيفين كونتسان والغاني سليمان مونتاري.

ولم ينجح المدرب ماسيميليانو أليجري في الحصول على مدافع قوي يعوض غياب نستا وسيلفا باكتفاء الفريق بضم فرانشسكو أشيربي من كييفو والكولومبي كريستيان زاباتا من فياريال الإسباني.

ورغم الأموال التي خلفتها صفقتا إبرا وسيلفا، فإن ميلان لم يتمسك بضم نجمه البرازيلي السابق ريكاردو كاكا بعدما رفض دفع 25 مليون يورو طلبها ريال مدريد الإسباني لإطلاق سراح اللاعب من سجن مقاعد البدلاء.

ومن جانبه، يدخل إنتر ميلانو تجربة جديدة مع المدرب الشاب أندريا ستراماتشوني الذي تولى مسئولية الفريق في المنعطف الأخير من الموسم الماضي الذي شهد نتائج كارثية للنيراتزوري في كافة البطولات.

وبدا واضحا أن ستراماتشوني سيعتمد بدرجة كبيرة على البرازيلي الشاب فيليب كوتينيو الذي لم يحظ من قبل بفرص المشاركة أساسيا، في حين سيكون الأرجنتيني دييجو ميليتو رأس الحربة الأوحد دون بديل تقريبا.

وضم إنتر المهاجم الأرجنتيني الآخر رودريجو بالاسيو من جنوه إلا أنه سيلعب كمساند لميليتو وليس كرأس حربة صريح، فيما تم التعاقد مع مواطنهما ماتياس سيلفستري من باليرمو لتعويض رحيل لوسيو عن الدفاع.

وفي الجنوب، يبرز نابولي كمرشح قوي لمقارعة يوفنتوس على اللقب وهو ما عبر عنه نجم الوسط السلوفاكي ماريك هامشيك بتأكيده على قدرة البارتنوبي على تحقيق اللقب الغائب منذ أكثر من عقدين.

ورغم الاستغناء عن لافيتزي، فإن نابولي احتفظ بأعمدته ممثلة في الهداف إدينسون كافاني وهامشيك وكذلك السويسري جوخان إنلر في خط الوسط، كما استعاد من بسكارا المهاجم الموهوب لورنزو إنسينيي الذي قدم أداء مبهرا خلال التحضيرات للموسم الجديد.

ويرى أنصار نابولي أن قوة الفريق قائمة بالدرجة الأولى على المدرب والتر ماتزاري وليس اللاعبين في ظل الطفرة التي حققها في النتائج منذ توليه المهمة في 2009.

ويبدو روما في ثوب جديد هذا الموسم في ثاني ولاية للمدرب التشيكي زدينيك زيمان الذي حقق الصعود للدرجة الأولى مع بسكارا قبل الصيف.

وأجرى زيمان تغييرات محدودة في صفوف أبناء العاصمة فباع المهاجم فابيو بوريني إلى ليفربول الإنجليزي وضم بدلا منه ماتيا ديسترو، كما استعان بالظهير الأيسر الدولي فيدريكو بالزاريتي ولاعب الوسط الأمريكي مايكل برادلي.

وأثلج صدور جماهير روما قرار لاعب الوسط والقائد الثاني للفريق دانييلي دي روسي برفض العرض الضخم للانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، بما يبشر بوجود روح طيبة خلف المدرب زيمان الذي سيستخدم طريقته المعتادة 4-3-3.

وعلى مستوى الحضور العربي، وفد إلى الكالتشو المهاجم المغربي منير الحمداوي والمدافع المصري أحمد حجازي بانتقالهما إلى فيورنتينا، بينما يبدو الجزائري جمال مصباح قريبا من مغادرة ميلان إلى باليرمو أو مارسيليا الفرنسي.

ومع صعود كل من تورينو وسمبدوريا إلى الدرجة الأولى، يرتفع عدد مواجهات الدربي إلى أربع هذا الموسم، فروما ولاتسيو يتنافسان على زعامة العاصمة، وإنتر وميلان على سيادة مدينة الموضة، واليوفي وتورينو على قلعة الصناعة في الشمال، وأخيرا سمبدوريا وجنوه على المدينة التي يحمل الأخير اسمها.