تراجعت نسبة الحضور الجماهيري في مباريات الأسبوع الأوّل من مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، وربما كان السبب الرئيسي وراء هذا الأمر هو عرض المباريات في مواعيد غير معتادة بالنسبة للجمهور الإسباني، إرضاءً للقنوات الخاصة المشفَّرة، التي اشترت حقوق بث مباريات البطولة.
وأشارت صحيفة آس الرياضية اليومية إلى أنه لم يتم بيع سوى 61.22% فقط من تذاكر مباريات الأسبوع الأوّل من البطولة مقارنة بنسبة 70.23% من المبيعات على مدار الموسم الماضي، رغم أن قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، لعبا مباراتيهما هذا الأسبوع على أرضهما.
ويعتقد أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، حيث وصل معدل البطالة إلى 25%، هي السبب الرئيسي وراء هبوط نسبة الحضور الجماهيري في مباريات الليغا، وكانت هذه النسبة قد بدأت في الهبوط منذ أربعة أعوام بعد أن انزلقت البلاد إلى حالة من الركود الاقتصادي.
ولكن آس وغيرها من الصحف الأخرى ترى أن السبب الرئيسي خلف هذه الظاهرة هو إصرار الشبكات التليفزيونية صاحبة حقوق البث التليفزيوني لمباريات الدوري الإسباني، والتي تتلقَّى الأموال مقابل فكِّ شفرات قنواتها للمشاهد، مثل شبكتي ميديا برو وبريزا، على عدم إقامة مباراتين في نفس التوقيت اعتقاداً منها أن هذا الأمر سيزيد من عدد المشتركين في قنواتها.
ولم تجرَ سوى مباراتين اثنتين فقط في نفس التوقيت هذا الأسبوع، مع وجود نية لدى الشبكتين لإقامة المباريات العشر لكلِّ مرحلة من الدوري الإسباني في توقيتات مختلفة.
وستكون توقيتات المباريات العشر كلّ أسبوع كالتالي: السبت في الرابعة عصراً بالتوقيت المحلّي (الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش) والسادسة والثامنة والعاشرة مساء، أما مباريات الأحد فستقام الساعة 12 ظهراً (مراعاة لمتطلّبات السوق الآسيوية) والرابعة عصراً والسادسة والثامنة والعاشرة مساء، إلى جانب مباراة واحدة في التاسعة والنصف مساء الاثنين.
كما تدرس الشبكتان التليفزيونيتان أيضاً حالياً إمكانية إقامة مباريات أخرى مساء يوم الجمعة، حيث إنها الليلة الوحيدة التي لا تُقام فيها مباريات في إسبانيا.
وكانت مواعيد انطلاق مباريات الأسبوع الأوَّل من الليغا الإسبانية، غير معتادة، حيث أُقيمت مباريات في الحادية عشرة مساء السبت والأحد والاثنين لتنتهي حوالي الواحدة من صباح اليوم التالي.
فقد انتهت مباراة سرقسطة مع بلد الوليد في الساعات الأولى من صباح يوم الثلثاء، وكان من الطبيعي أن يحضرها في الملعب عدد غير كبير من الجمهور قُدِّرَ بحوالي 11 ألفاً، رغم أن مدرّجات الإستاد تتسع لـ 35 ألف متفرّج.
وتقول ميديا برو إن إقامة مباريات الدوري الإسباني في مواعيد متأخِّرة ما هو إلا محاولة لتجنُّب حرارة الطقس في الصيف، بما أن المسابقة بدأت هذا العام قبل موعدها المعتاد في آب.
وبذلك ستُقام المزيد من المباريات في الحادية عشرة مساءً خلال الأسبوع المقبل، ولكن بداية من أوّل أيلول المقبل سيكون آخر موعد للمباريات في العاشرة مساء.
وذكرت آس الثلثاء أن سلوك الجماهير بعدم حضور المباريات أمر مفهوم.. لأنهم يشعرون أنهم يعاملون بشكل سيئ.
فيما أكَّدت محطة راديو ماركا الإذاعية أن هذا الأمر سخيف ولا يمكن احتماله.. فالجماهير قرَّرت الابتعاد لأنها تشعر بأنها تعرَّضت للخداع.
وأبدت مواقع ومدونات إلكترونية جماهيرية سخطها الشديد على مواعيد انطلاق مباريات الدوري الإسباني وهدَّدت بمقاطعة المباريات.
كما أبدى الصحفيون الرياضيون غضبهم حيال جدول المباريات الجديد، الذي سيضطرهم للعمل حتى الساعات المتأخِّرة من الليل بشكل مستمر.
وتساءلت محطة راك - 1 الإذاعية الكاتالونية عمّا إذا كان المقابل المادي الذي ستدفعه الجماهير لمشاهدة مباريات الليغا تليفزيونياً سيعوض البطولة عن خسائرها من تراجع مبيعات تذاكر المباريات، كما تساءلت راك -1 أيضاً عمّا إذا كان الناس سواء في إسبانيا أو خارجها سيحبون مشاهدة مباريات الدوري الإسباني وهي تجري في إستادات خالية من الجماهير.