باتت الفترة العصيبة التي يعيشها نادي أتلتيك بيلباو الاسباني لكرة القدم أكثر اضطرابا ، حيث تعرض المهاجم الأسباني فيرناندو لورينتي لصافرات الاستهجان والإهانة من قبل المشجعين الغاضبين من رغبة اللاعب في الرحيل عن الفريق.
وفجر لورينتي ، الذي كان ضمن تشكيل المنتخب الأسباني في كل من بطولتي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) وكأس العالم 2010 ، مفاجأة هزت أجواء النادي قبل أيام عندما كشف أنه لن يجدد عقده الحالي مع النادي والذي ينتهي في عام 2013 .
وجاء ذلك ليدفع النادي للسعي من أجل بيع اللاعب والاستفادة من قيمة انتقاله ، بدلا من أن يرحل بدون مقابل بعد انتهاء عقده في العام المقبل.
ورددت تقارير إعلامية أن عدة أندية أوروبية كبرى ، من بينها أرسنال الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي ، أبدت رغبة في ضم اللاعب قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الحالية في 31 آب/أغسطس الجاري.
وشهد ملعب تدريب الفريق في ليزاما اليوم الجمعة قيام نحو 500 مشجع بتوجيه عبارات وصافرات الاستهجان والإهانات إلى لورينتي خلال مشاركته في التدريبات.
وانضم لورينتي /27 عاما/ إلى قطاعات الناشئين بنادي بيلباو وهو في الحادية عشر من عمره وبات مهاجما أساسيا بالفريق منذ عام 2006 ، حيث ساعد بيلباو في الوصول مرتين إلى نهائي كأس أسبانيا والوصول لنهائي الدوري الأوروبي في الموسم الماضي.
وشعر لورينتي بصدمة من الإهانات التي تعرض لها اليوم الجمعة وقام أفراد الحراسة الخاصة بحمايته من المشجعين الغاضبين.
ولم تكن صافرات الاستهجان في ملعب التدريب موجهة نحو لورينتي وحده وإنما أيضا للاعب خط الوسط خافيير مارتينيز ، ولكنها كانت أقل حدة.
واقترب مارتينيز من الانضمام إلى صفوف بايرن ميونيخ الألماني مقابل 40 مليون يورو (2ر49 مليون دولار) ، وهو ما يعد رقما قياسيا في صفقات اللاعبين بنادي بايرن.
وكان مارتينيز أيضا ضمن قائمة المنتخب الأسباني في يورو 2012 وكأس العالم 2010 .
وسيجد بيلباو صعوبة في تعويض غياب اللاعبين الدوليين خاصة في ظل سياسة النادي المعروفة على المستوى الدولي ، وهي تعاقده فقط مع اللاعبين المنتمين لمناطق إقليم الباسك.
ويضاعف رحيل لورينتي ومارتينيز من حدة الأزمة التي يواجهها النادي في الصيف الحالي.
ففي أيار/مايو الماضي ، خسر بيلباو أمام أتلتيكو مدريد صفر/3 في نهائي الدوري الأوروبي وخسر بالنتيجة نفسها أمام برشلونة في نهائي كأس أسبانيا.
وفي تموز/يوليو ، دخل الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المدير الفني للفريق في خلافات حادة مع مسئولي النادي بسبب أعمال البناء والإصلاح في ملعب تدريب الفريق في ليزاما.
وأبدى بييلسا غضبا شديدا من الشركة المسئولة عن عمليات البناء ، واتهمها بغش النادي من خلال التباطؤ في العمل والمغالاة بشكل أكثر من اللازم.
وبدلا من تأييد بييلسا ، وجه له خوسو اوروتيا رئيس النادي انتقادات بسبب معارضته لسير أعمال البناء.
وتوقع كثيرون أن يرحل بييلسا عن منصبه ، ولكنه فجر مفاجأة وقرر في النهاية البقاء مع الفريق بعد أن صرح قائلا علاقتي مع النادي تغيرت بسبب هذا العمل.
وحقق بييلسا بداية جيدة مع بيلباو في خريف 2011 وظل الفريق ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الأسباني لعدة أسابيع وكاد أن يحجز مقعدا له في دوري أبطال أوروبا.
ولكن بيلباو تراجع بشكل كبير بعدها وأنهى الموسم في المركز العاشر بالدوري الأسباني قبل أن يخسر في النهائي ببطولتي الدوري الأوروبي وكأس أسبانيا.